إذا اختلّت العدالة – فهمي هويدي

أي دارس للقانون يدهشه- ويصدمه أحيانا- ما يجري في ساحة القضاء هذه الأيام منسوبا إليه.حتى صرت أتشكك فيما درسته قبل خمسين عاما، وما مارسته انطلاقا منه في ساحات المحاكم طوال تلك المدة.

ولا أخفى أن ذلك الشك دفعني في مرات كثيرة إلى العودة إلى نصوص القانون وشروحه وإلى أحكام محكمة النقض للتثبت من معلوماتي القانونية التي بدأت تهتز خلال الآونة الأخيرة.

وفي كل مرة كانت دهشتي تتزايد وحيرتي تستمر، حتى كدت أقتنع بأننا صرنا بإزاء توظيف جديد للقانون، يستند إلى فقه يستند في مرجعيته إلى مبادئ جديدة غير التي درسناها وخبرناها، لتحري مقاصد لا تصب بالضرورة في ادعاء الدفاع عن الحق والعدل.

لدى عديد من الملاحظات في هذا الصدد، إلا أنني سأقتصر على إيراد ثلاث منها فقد تبرز الفكرة التي أدعيها وهو ما أوجزه فيما يلي:

الملاحظة الأولى تتعلق بالدعاوى التي تنظرها محكمة الأمور المستعجلة.
ذلك أن ما تعلمناه في دراسة القانون، وما درج عليه العمل طول الوقت أن شؤون الأحزاب من اختصاص القضاء الإداري وليس القضاء العادي، مستعجلا كان أم غير مستعجل.

والمستقر قانونا في هذا الصدد أن قاضى الأصل هو قاضى الفرع، بمعنى أن هذا الاختصاص المعقود للقضاء الإداري بخصوص الأحزاب السياسية
كما يشمل الشق الموضوعي من النزاع المتعلق بالحزب السياسي،
 يشمل كذلك الشق المستعجل منه، وهو ما نخلص منه بأنه لا اختصاص لقاضي الأمور المستعجلة بأي شأن يتعلق بالأحزاب السياسية

وفي حالة ما إذا عرض الأمر على قاضى الأمور المستعجلة فإن للقاضي أن يقضى في النزاع المطروح أمامه من ظاهر الأوراق بقضاء وقتي لا يمس أصل الحق، ليبقى ذلك الحق سليما أمام محكمة الموضوع صاحبة الاختصاص الأصلي.

إلا أن ما جرى من قضاء من محكمة الأمور المستعجلة في الآونة الأخيرة عصف بكل هذا الذي تعلمته ومارسته، فضلا عما هو مستقر في الفقه القانوني.

لذلك فعندما يقضي قاضي الأمور المستعجلة بحل حزب سياسي منهيا وجوده بحكمه، فما الذي يبقى لقاضى الموضوع كي يقضي فيه؟
ذلك سؤال يحيرني فلا أجد له إجابة. فهل من مجيب يرد ردا قانونيا مقنعا لا علاقة له بالسياسة؟

الملاحظة الثانية تتعلق بقواعد الاستدلال المتبعة في المحاكم الجنائية.
ذلك أن ثمة شائعة سرت هذه الأيام مفادها أن المحكمة الجنائية تقضي في الدعوى المعروضة عليها بما هو مسطور لديها في الأوراق.

 وذلك قول فاسد لأن أي دارس للقانون فضلا عن أن يكون مشتغلا به يعلم أن الأصل في المحاكمة الجنائية هو ما يعرف بشفوية الإجراءات.
 وهو ما يعني في لغة القانون أن على القاضي أن يحقق الدعوى الجنائية بنفسه أي يحقق الدعوى من جديد ويسمى هذا بالتحقيق النهائي تمييزا له عن التحقيق الابتدائي الذي تجريه النيابة العامة.
 الأمر الذي يعنى أن اقتناع المحكمة يجب أن يكون مستمدا من الدليل الذي تحققه هي بنفسها.
كذلك من المبادئ التي تميز الدعوى الجنائية عن الدعوى المدنية، ما يعرف بالدور الإيجابي للقاضي.

فالقاضي الجنائي، على خلاف قاضى الدعوى المدنية غير مقيد بما في الأوراق، فله أن يطرح ما فيها جانبا، ويقوم بتحقيق الدعوى من جديد منطلقا من النقطة التي يرى أنها ستوصله إلى الحقيقة فيها.

بكلام آخر فإن مقولة إن القاضي الجنائي مقيد بما في الأوراق المطروحة أمامه هو قول لا علاقة له بصحيح القانون.

والقول بغير ذلك فضلا عن مخالفته القواعد الأصولية التي تحكم الفصل في الدعوى الجنائية، فإنه يجعله مقيدا بتحقيقات لم يجرها بنفسه، ولهذا فمن المقرر أنه ليس للتحقيق الابتدائي كله أي حجية في الإثبات، بما في ذلك التحقيقات التي تجريها النيابة العامة
 (مبادئ الإجراءات الجنائية الدكتور رؤوف عبيد- الطبعة الثالثة عشرة ض 541).

وفي خصوص ما عرف بقضية القرن، فقد كان من الواضح ابتداء أن ملف الدعوى تورم بآلاف الصفحات من التحقيقات التي لا يطمأن إلى أنها تمثل تحقيقا متوازنا للأحداث يمكن أن تتحقق به العدالة، لا لعلة فيمن يجرى الحقيق، بل لأن الجهة المنوط بها جمع الأدلة، وهي الشرطة، هي في واقع الأمر المتهم الحقيقي في القضية كهيئة وليس كبعض أفراد منها، ولا يمكن عقلا أن تقدم دليلا يدينها.

لذا كان على من ينظر الدعوى أن يتفلت في تحقيقها من إسار هذه التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، وان ينطلق من نقطة تقع خارجها.

وليس هناك أدق ولا أفضل من تقرير تقصى الحقائق الذي أجرته لجنة شبه قضائية كى يجعل منه مدخلا للتحقيق النهائي الذي تجريه المحكمة،
وذلك بأن تحقق بنفسها مرة أخرى كل الأدلة التي أشار إليها ذلك التقرير، فضلا عن سماع أقوال من أجروه كشهود في الدعوى.

الملاحظة الثالثة الصادمة لمن درس القانون أو مارس المحاماة أن الكثير من أحكام الإدانة في الجنايات والجنح استندت فيما قضت به إلى محاضر التحريات التي تجريها الجهات الأمنية،

وذلك خطأ محض لأنه من المقرر الذي كان مسلما به قبل 30 يونيو 2013 أن التحريات لا تصح وحدها أن تكون قرينة فضلا عن أن تكون دليلا تنبني عليه إدانة في قضية جنائية، باعتبار أنها تعتبر من الناحية القانونية رأيها شخصيا لمجريها.

ولمحكمة النقض كلام حاسم وواضح في ذلك.
من ذلك قولها أن «التحريات لا تصح وحدها لأن تكون قرينة معتبرة أو دليلا أساسيا على ثبوت الجريمة،
واستناد الحكم على عقيدة حصلها الشاهد من تحرياته لا على عقيدة استقلت من المحكمة بتكوينها بنفسها يعتبر قصورا في التسبيب».
(نقض 3/11/1988 أحكام النقض من 39 ق 153 ص 1112).

النص السابق ليس لي، ولكنني تلقيته في رسالة من الأستاذ مدحت أبوالفضل، المحامي بالنقض، وقد ختمها بقوله:
إن الكثير من مفاصل الدولة المصرية أصابها التفكك، وأعرب عن خشيته من أن تلقى منظومة القانون ذات المصير
وحذر من أن ذلك ينذر بشر مستطير، لأنه إذا غاب صحيح القانون عن المشهد اختلت العدالة
وإذا اختلت العدالة انفسح الطريق أمام العنف، وصار ممهدا أمام الإرهاب، والعياذ بالله».


صحيفة الشرق القطريه السبت 14 صفر 1436  6 ديسمبر 2014

ليست نهاية الربيع العربي – فهمي هويدي

الربيع العربي لم ينته.. وكل الذي حدث أنه هزم في بعض جولات تقدمه
(1)

أتحدث عن صدمة البعض وشعورهم باليأس حين أعلنت براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك وأعوانه في مصر،
 والذين انتابهم نفس الشعور حين أعلن فوز حزب الثورة المضادة في الانتخابات التشريعية التونسية،
 وظهور علي عبدالله صالح كأحد اللاعبين الرئيسيين في الساحة اليمنية،
 والاحتراب الأهلي في ليبيا.
 ذلك غير عجز الثورة السورية عن إسقاط نظام الأسد طوال السنوات الأربع الماضية،
والظهور المريب لتنظيم داعش الذي دخل إلى الساحة كي يفسد المشهد كله في الشام.
أتحدث أيضا عن الذين احتشدوا لإفشال الربيع العربي وإجهاض مسيرته إما تضامنا مع حلفائهم أو دفاعا عن أنفسهم أو الاثنين معا.
ففتحوا خزائنهم وحشدوا منابرهم الإعلامية واستدعوا عناصر الدولة العميقة من مكامنهم، وأطلقوا حملات التعبئة التي سممت أجواء الربيع وأعلنت الحرب على التاريخ.

فكانت الانتكاسات والهزائم التي سربت القنوط إلى نفوس كثيرين،
 الأمر الذي سوغ للبعض أن يعلن على الملأ وفاة الربيع العربي وطي صفحته،
ومن ثم صبوا عليه اللعنات وأهالوا على وجهه الأوحال ونعته بمختلف أوصاف الشماتة والهجاء، التي كان أخفها أنه كان خريفا وخرابا عربيا.

لا أنكر شواهد الفشل والانتكاسات التي حفلت بها مسيرة الربيع العربي،
كما أن الانتصارات التي حققتها الثورة المضادة ماثلة تحت أعيننا ولا سبيل لتجاهلها أو إنكارها بدورها،

 لكنني أزعم أن هذا كله وذاك لا يعني بالضرورة نهاية الربيع العربي إذا احتكمنا إلى تحليل الواقع وخبرة التاريخ،
 وإذا اعتبرنا ما مررنا به درسا نتعلم منه ما يبصرنا بأخطائنا ومواطن الضعف فينا، وليس نعيا لتطلعات شعوبنا وأحلامها.

(2)

قبل أسبوعين قدم إلى القاهرة أحد الباحثين الإندونيسيين المرموقين هو البروفيسور سالم سعيد الذي يقوم بالتدريس في كلية الدفاع بجاكرتا، وكان الهدف من زيارته هو دراسة التحولات التي شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير، وانتهت بعزل الدكتور محمد مرسي وانتقال السلطة إلى مرحلة مغايرة بعد الثالث من يوليو عام 2013،

 ولأنه متخصص في دراسة العلاقة بين المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية وبصدد إعداد كتاب عن التجربة المصرية، فإنه التقى عددا من المثقفين المصريين، وطرح على الجميع قائمة من الأسئلة التي تعلقت بما جرى وتحليله،

وكانت أهم خلاصة خرج بها أن نقطة الضعف الأساسية في التجربة المصرية بعد ثورة يناير 2011 تكمن في هشاشة المجتمع المدني بمختلف مؤسساته السياسية والنقابية والمهنية،
الأمر الذي أحدث فراغا هائلا في الساحة السياسية، كانت المؤسسة العسكرية هي الوحيدة القادرة على ملئه،

 وقد اعتبر أن ثمة تماثلا بين الخبرتين الإندونيسية والمصرية في هذا الصدد،
ذلك أن الجنرال سوهارتو الذي تولى السلطة في عام 1967 وأمضى أكثر من ثلاثين عاما في منصبه ــ كما حدث مع مبارك ــ شاع فيها الفساد مع الاستبداد الذي فرغ البلاد من قواها المدنية. ولم يستقل إلا بعدما انطلقت الانتفاضة الشعبية ضده،

 لكن حكمه جعل المجتمع المدني في حالة من الضعف مماثلة لما آلت إليه الأوضاع في مصر،
وقد عاشت إندونيسيا في ظل ذلك الفراغ بعض الوقت،

ولكن نائبه الدكتور برهان الدين حبيبي الذي كان أستاذا جامعيا أدار الفترة الانتقالية بكفاءة وضعت إندونيسيا على المسار الديمقراطي الصحيح الذي أنعش المجتمع المدني وحصن البلاد ضد التقلبات والمغامرات السياسية،

ولأن البروفيسور سعيد كان قد تابع جانبا من التجاوبات الحاصلة بين الأحزاب السياسية المصرية بشأن ترتيبات الانتخابات التشريعية القادمة،
 فقد اعتبر ما رآه دليلا على عمق الفراغ في الساحة السياسية، الذي لا سبيل إلى تجاوزه إلا باستعادة المسار الديمقراطي بصورة جادة مع الاستعداد لاحتمال ثمن الدخول في تلك المرحلة، التي لن يتحقق فيها النجاح إلا بعد المرور بمحطات الفشل واجتيازها.

أدري أن دروس التجربة المصرية تحتاج إلى مناقشة أوسع لا تحتملها أجواء الاستقطاب الراهنة، التي هي من علامات افتقاد المجتمع المدني إلى الرشد وتغليب المصالح العليا التي تتجاوز الانتماءات باختلاف أشكالها.

 إلا أن النقطة التي أثارها الباحث الإندونيسي لها أهمية خاصة، وربما كانت تمثل إحدى العلامات الفارقة بين النجاح النسبي الذي حققته الثورة في تونس والفشل النسبي الذي أصابها في مصر.

(3)

على صعيد آخر فإننا نخطئ في قراءة الربيع العربي بحسبانه انتفاضة من شأنها إسقاط لأنظمة وإقامة لأنظمة بديلة
 بذات القدر فإننا نخطئ إذا حاكمناه بسلوك القابضين على السلطة أيا كانوا،
 ذلك أنني أزعم أن الربيع في حقيقته هو بمثابة روح جديدة سرت في جسد الأمة، عبأتها بالرغبة في التغيير والثورة على الظلم السياسي والاجتماعي،
وهي من هذه الزاوية تعد تحولا تاريخيا لا يتوقع إنجازه خلال عدد محدود من السنوات،

ونحن لا نعرف في التاريخ المعلوم ثورة سريعة كاملة الأوصاف أنجزت التحول الديمقراطي بقليل من التكاليف وبكثير من التسامح والوفاق.

 بذات القدر فلم تحدثنا خبرات الأمم على مدار التاريخ عن ثورة مضادة كانت أقل حدة وغلوا من الثورة الأصلية،

ولكن العكس هو ما حدث، لأن التجارب التاريخية أكدت أن الثورات المضادة عادة ما تكون أكثر خطورة وعنفا وأسوأ من الواقع الذي سبق الثورة،
وهو أمر مفهوم، لأنه من الطبيعي أن يشتد خوفها من خسارة المكاسب الكبيرة التي راكمتها على مدار سنين طويلة.

ولعلم الجميع فما من ثورة في التاريخ إلا وأعقبتها ثورة مضادة اتفقت في الهدف واختلفت في الدرجة،

ولعلي أعيد التذكير في هذا الصدد بأن آل البوربون عادوا إلى عرش فرنسا بعد عقدين ونصف عقد على اندلاع الثورة الفرنسية.

واستطاع شاه إيران العودة إلى الحكم بعد ثورة مصدق

واستطاعت الثورة المضادة في تشيلي برئاسة الجنرال أوجستو بينوشيه الانقلاب على حكم سلفادور الليندي الذي وصل إلى الرئاسة عبر صناديق الاقتراع.

أكثر من ذلك، فعادة ما تكون نسبة نجاح الثورات المضادة كبيرة، بسبب امتلاك الأنظمة لأدوات القمع، وقدرتها على تجنيد الفئات الاجتماعية المستفيدة منها،
 فضلا عن قدرتها على ضرب القوى الاجتماعية الفاعلة ببعضها البعض نتيجة اقتحامها للبنى الاجتماعية.

وبسبب احتكارها للسلطة والثروة فإن ذلك يوفر لها خبرة أوسع بالخرائط الاجتماعية وكيفية اختراقها واستمالتها، إلى جانب أن ذلك الاحتكار يوفر لها مصادر للتمويل تمكنها من الإنفاق بشكل باذخ على المعارك التي تخوضها على مختلف الجبهات.

(4)

الأستاذ الجامعي الأمريكي ذو الأصل الياباني فرانسيس فوكوياما صاحب كتاب «نهاية التاريخ» له كتاب جديد صدر أخيرا بعنوان «النظام السياسي والتآكل السياسي». تعرض فيه للربيع العربي وما أسفر عنه من «نتائج مؤسفة». حتى الآن ــ على حد تعبيره

ــ ومما قاله إن كثيرين من الغربيين خصوصا الأمريكيين منهم والإسرائيليين، عبروا عن استيائهم لذلك، واعتبروا أن الأوضاع في العالم العربي كانت أفضل قبل حلول ذلك الربيع.

وقال آخرون إن الربيع جلب أنظمة إسلامية زادت من مشكلات المجتمعات العربية،

 وفي رده على هؤلاء قال فوكوياما: إن الذين يتحدثون عن المشكلات وينتقدون الربيع العربي ينسون أن «ربيع أوروبا» كان طويلا ومعقدا وفوضويا أحيانا.

ذلك أن استقرار الديمقراطية والتمكين لها في أوروبا اقتضى مرور قرن كامل على ربيع الشعوب في عام 1848 (الثورة الفرنسية).

 أضاف الكاتب قائلا إنه لابد من مضي وقت طويل وفوضوي أحيانا لكي تستقر القيم الديمقراطية في العالم العربي وتدرك المجتمعات أهمية الانتخابات الحرة واحترام رأي الأغلبية والحاجة إلى تداول السلطة،
ذلك أن زراعة ورعاية بيئة ثقافية تحترم الحرية ليست أمرا سهلا.

ثمة نقطة أخرى تهمنا في السياق الذي نحن بصدده أثارها أحد كتاب صحيفة «لوموند» الفرنسية ــ أرنو لوبا مانتييه ــ إذ ذكر أن المسار الديمقراطي يتقدم باطراد في أنحاء العالم،

 إذ في الفترة بين عامي 1970 و2008 تضاعف حجم ثروات العالم أربعة أضعاف،
 وفي عام 1974 اقتصر عدد الدول التي التزمت بالتطبيق الديمقراطي على 40 دولة فقط، لكنه وصل الآن إلى 120 دولة،

إلا أن العالم يمر الآن بما يمكن وصفه بـ«الركود الديمقراطي»، على حد تعبير لاري دايموند الخبير في شؤون الديمقراطية والأستاذ في جامعة ستانفورد الأمريكية.

الركود الديمقراطي يعد أحد الظواهر المرصودة في العالم العربي الذي أصبحت فيه الخيارات الديمقراطية ضعيفة الصلة بالليبرالية،

وسواء كان ذلك راجعا إلى التركيبة الاجتماعية متعددة الهويات المهيمنة في العالم العربي، أو إلى «الربيع النفطي» الذي أدى إلى تهميش فكرة الديمقراطية وإضعافها أو إلى الاستقطاب الذي قسَّم النخبة وعطل دورها،
 فالشاهد أن هذه كلها أوضاع قابلة للتغيير ولا يمكن اعتبارها جدارا يصعب اختراقه يحول دون تحقيق الربيع العربي لأهدافه المنشودة، خصوصا إذا استعادت الجماهير وعيها وتحملت النخبة مسؤوليتها التاريخية إزاء شعوبها.

أدري أن هجوم الثورة المضادة شديد وشرس وأن عناصره تملك من الخبرات والإمكانات والدعم الإقليمي الذي يوفر لها فرص التقدم والنجاح،

 ثم إننا لا نستطيع أن نتجاهل دور المنابر الإعلامية المعبرة عن تلك الثورة، التي حققت نجاحا مشهودا في تشويه الرأي العام وتخويف جماهيره.

وهو ما لمسناه بوضوح في تونس، حين نجحت عمليات التشويه والتخويف على نحو جعل الأغلبية تصوت لحزب الثورة المضادة في جولة الانتخابات التشريعية الأخيرة، ويعزف بدرجات متفاوتة عن تأييد المناضلين الذين تمردوا على استبداد النظام السابق وضحوا بالكثير دفاعا عن حق الجماهير في الحرية والديمقراطية.

كل ذلك صحيح، لكن الأصح منه أن رحلة التحول الديمقراطي طويلة وشاقة وأن الربيع العربي صنعته إرادة الشعوب ولم تصنعه الزعامات ولا الأحزاب،

وقد علمتنا خبرة التاريخ أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن أي تشويه لتلك الإرادة يظل خبثا طارئا لا دوام له.

صحيفة الشرق القطريه الثلاثاء 10 صفر 1436 – 2 ديسمبر 2014

7 أفكار لوجبة عشاء خفيفة

خبز وجبنة وشرائح لحم مع بعض الخضار، هذا ما يتناوله كثيرون في المساء بزعم أنه عشاء خفيف ولا يزيد الوزن، لكن هل فعلا الأمر كذلك؟
قدم موقع «دويتش فيله»، الألماني، 7 أفكار لعشاء خفيف وصحي يساعدكِ في إنقاص الوزن:
Fischplatte mit Lachs und Aal
سواء أكان سمك السلمون أو الرنجة أو التونة، فإن لحم السمك عامة يحتوي على نسبة قليلة جدا من الدهون وسهل الهضم، وبالتالي فإنه مثالي للعشاء الخفيف والصحي.
Abendbrot
شرائح الخبز الأسمر مع طبقة رقيقة من الزبدة أو الجبن قليل الدسم مع الكثير من الخضار يمكن أن يكون عشاء خفيفا وصحيا ويساهم في المحافظة على الوزن المناسب.
Wrap mit Gemüse und Hackfleisch
ليست هناك رغبة في تناول شرائح الخبز؟ لا بأس برغيف خبز رقيق ودهنه بطبقة من اللبنة وتحضير شطيرة مع بعض الخضار الطازجة ولحم الدجاج أو سمك التونة مثلا.
Algerische Gewürzsuppe
الكثير من الخضار وبعض المعجنات أو الرز مع قليل من اللحم، هكذا يمكن تحضير حساء يسد الجوع وصحي وخفيف يناسب وجبة العشاء والمحافظة على الرشاقة.
Galerie - Kulinarische Spezialitäten
السلطة تعتبر مناسبة تماما للعشاء الخفيف والصحي، وخاصة تلك المشبعة التي تحتوي إلى جانب الخضار الطازجة على بعض الزيتون والجبن أو قليل من اللحم أو السمك.
Eintopf
لحم الدجاج والديك الرومي من أفضل اللحوم لوجبة العشاء، حيث نسبة الدهون فيها منخفضة، ويمكن تحضيرها بتحميصها في قليل من الزيت وتقديمها مع الخضار أو السلطة.
Schüsseln mit Gemüsesalat
تنصح الجمعية الألمانية للتغذية بتناول الكثير من الخضار يوميا، وبالتالي فإن وجبة العشاء يجب ألا تخلو من الخضار أو السلطة.

سيدة تخسر 68 كيلو جراماً من وزنها.. تعرفي على حميتها

Share on faceb8Sharتصوير : آكانت دانييل جورانت تزن أكثر من 164 كيلوجراماً حتى حولت محادثة مع صديقتها حياتها رأساً على عقب، حين أرشدتها إلى الإطلاع على برنامج «Weight Watchers».
وقد عانت جورانت من السمنة المفرطة بسبب طرق خاطئة في الحمية الغذائية خلال فترات المراهقة، انقلبت لتركز على الطعام الدسم، وقد توقفت عن زيارة المدن الترويحية أو الحدائق، وذلك لأنها لم تكن تتسع في المقاعد المخصصة لزائريها. حسبما نشر موقع «سي إن إن».
ركزت على إيقاف تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، واستبدلتهما بالفواكه والخضار، والنتيجة أنها خسرت إلى الآن أكثر من 68 كيلوجراماً من وزنها.
وقد قررت جورانت بأن تبدأ عام 2014 بممارسة الرياضة يومياً، وهو وعد قطعته على نفسها ولم تتوقف عن الإيفاء به.
وهنا نشرت صورة عبر حسابها في فيسبوك، قارنت فيه شكلها في أول يوم لممارستها التمارين الرياضية وبعد عامين.
وتقول المرأة التي تبلغ من العمر 41 عاماً، إنها تشعر بأنها في العشرينيات من عمرها، بينما كان الناس يظنون أن زوجها السابق هو ابنها قبل فقدانها لوزنها.

من شان الله - فهمي هويدي


لا يكاد يصدق المرء ان تلوح إرهاصات ثورة الفلسطينيين في القدس، ردا على تصاعد مؤشرات التحدي والغطرسة الصهيونية، ويتطور الأمر إلى صدامات تتزايد أعداد ضحاياها يوما بعد يوم، ثم لا نرى لكل ذلك صدى في الفضاء السياسي العربي.

صحيح أن ثمة هموما وأوجاعا أخرى في العالم العربي شغلت أهل السياسة والنخب الملتحقة بها، لكننا نعرف أن الوجع الأكبر عادة ما يطغى ويتقدم على الوجع الأصغر.

وإلى عهد قريب كان مستقرا لدنيا أن الاحتلال الإسرائيلي هو الوجع الأكبر وان فلسطين هي القضية المركزية في العالم العربي،

لكن الرياح الملوثة التي هبت على العالم العربي أخيرا أحدثت انقلابا في الأولويات بقدر ما شوهت من الإدراك العام،

 الأمر الذي حول الاحتلال إلى حليف لدى البعض، وصنف الفلسطينيين ضمن الإرهابيين الذين يهددون الأمن لدى آخرين،
 بل ان كلمة المقاومة أصبحت تقابل بالامتعاض والاستنكار لدى بعض الدوائر،
 وغدا مصطلح القضية المركزية تعبيرا ينتمى إلى الفوكلور السياسي والتراث الذي خلفته عصور خلت وبادت.

لحظة الضياع والذهول والانكفاء التي استسلم لها العالم العربي بقدر ما غيبت العقل السياسي لدى الأنظمة والنخب، فإنها أيقظت لدى الإسرائيليين نهمهم الوحشي ليس فقط لتصفية القضية وإنما أيضا للانقضاض على القدس وافتراسها ومحو معالمها، بحيث لا يبقى فيها شيء من مقدسات المسلمين والمسيحيين، ذلك انهم لم يكتفوا باغتصاب الجغرافيا، وإنما انفتحت شهيتهم لاغتصاب التاريخ أيضا.

في الآونة الأخيرة كان المسجد الأقصى والحرم القدسي هدفا ركز عليه المتطرفون واستخدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورقة للمزايدة وكسب تأييد أحزاب اليمين.
 فقد تعددت اقتحاماتهم للحرم القدسي في ظل حماية الشرطة.
وبذريعة الأمن جرى إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين.

 وقدم إلى الكنسيت مشروع للتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى والحرم القدسي، في استعادة للجريمة التي وقعت بحق الحرم الإبراهيمي في الخليل قبل نحو 18 عاما، حين قسم بين المسلمين والصهاينة،
 ثم خطط المستوطنون لإقامة مشروعات استيطانية جديدة في قلب الحرم الإبراهيمي وفي القدس الشرقية.

وليس خافيا على أحد أن التقسيم المراد إجراؤه للحرم القدسي بمثابة مقدمة ووسيلة التفافية لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.

ليس ذلك فحسب، وإنما قدم نائب رئيس الكنيست اقتراحا في مطلع العام الحالي لفرض السيادة الإسرائيلية على المدينة كلها، بما فيها المؤسسات الإسلامية والمسيحية،
 الأمر الذي من شأنه نزع تبعية المسجد الأقصى والحرم لوزارة الأوقاف الأردنية ونقل التبعية للحكومة الإسرائيلية.

هذا التصعيد توازى مع إجراءات أخرى استهدفت نزع ملكية الأراضي واقتحام بيوت العرب والاستيلاء عليها بأوراق مزورة، واختراق الأحياء العربية لتغيير هويتها

(وزير الإسكان الإسرائيلي اورى ارئيل انتقل للعيش في حي سلوان بالقدس القديمة في خطوة استفزازية وتحد لسكانه العرب).

وتحسبا لمواجهة ثورة العرب في المدينة فقد تم تشكيل قوة أمنية جديدة حملت اسم «حراس الأسوار» مهمتها الأساسية قمع الغضب العربي وملاحقة المتظاهرين، الذين عدل القانون لأجلهم، حتى أصبح يعاقب بالسجن مدة 20 عاما كل من اشتبك مع الشرطة وقذفها بالحجارة.
هذه الإجراءات كان لها صداها السريع في أوساط السكان العرب الذين تتوزع عليهم درجات مختلفة من الغضب لأسباب مفهومة،
 فتظاهروا واشتبكوا مع الشرطة وقذفوها بالحجارة وزجاجات المولوتوف.
 ودهس أحدهم في القدس ضابط شرطة إسرائيليا فقتله وأصاب 14 آخرين،
 ودهس آخر مجموعة أخرى من الجنود في الخليل.
الأول (إبراهيم العكاري) قتل والثاني هرب وتعذر التعرف عليه،
وفي عكا طعن مستوطن بسكن شاب عربي وأمطرت بالحجارة حافلة استقلها مستوطنون الأمر الذي أدى إلى إصابة بعضهم إصابات خطرة.

 هذه الحوادث كان لها صداها في الوسط الإعلامي حيث تحدثت الصحف الإسرائيلية عن مقدمات انتفاضة ثالثة، في حين انفعل وزير الأمن الداخلي ودعا في تصريح علني ودعا إلى قتل أي عربي يشارك في الصدامات.

غضب فلسطينيي الداخل مفهوم، لكن حصار الغضب وقمعه في الضفة بدا معيبا وغير مفهوم.

أما الذي بدا مستغربا فكان عدم الاكتراث بتلك التفاعلات الذي لوحظ في مواقف الحكومات والجامعة العربية بل في محيط القوى السياسية العربية،
استثنى من ذلك عمان التي ربما كانت العاصمة العربية الوحيدة التي عبرت عن تضامنها مع الغضب الفلسطيني المتأجج في الداخل.

قرأت انهم هتفوا في القدس مخاطبين اخوانهم في الضفة ومتلهفين على انتفاضتهم قائلين:
من شان الله ــ يا ضفة يلَّه (أي بحق الله هُبُّوا)

ــ وفي التقارير انهم في مظاهراتهم وجنازاتهم هتفوا:
عالمكشوف عالمكشوف صهيوني ما بِدِّنا نشوف
ــ يا قدساوي دوس دوس ع المتجند والجاسوس
ــ دم الشهيد بينادي حرة يا أرض بلادي
ــ زغردي يا أم الشهيد واحنا أعلنا التصعيد
ــ قولوا لكلاب البوليس دم العربي موش رخيص ...إلخ.

إذا سألتني لماذا لم نسمع صوت المتظاهرين في أنحاء العالم العربي فربما وجدت الإجابة في المثل العربى الذي يقول:
 الخيول المخصِيَّة لا تصهل!
 ــ ومن لديه تفسير آخر فليدلني عليه.
صحيفة السبيل الأردنيه الاثنين 17 المحرم 1436 – 10 نوفمبر 2014

إقبال تاريخي على رواية 1984 بعد القبض على طالب بسببها

"حارب الشيء .. ينتشر" .. حكمة لاقت انتشارًا وإعجابًا عبر أزمنة وأمكنة مختلفة، وكانت 
على موعد للتحقق في واقعة تحريز رواية تتحدث عن "الديكتاتورية"، خلال اعتقال طالب بجامعة القاهرة، الأمر الذي تسبب في إقبال كبير على الرواية في منافذ بيعها أو عبر تحميلها من مواقع الإنترنت.
الرواية العالمية المعروفة بعنوان (1984) للكاتب والصحفي البريطاني جورج أورويل، لاقت دعوات للقراءة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر)، فيما أعلن نشطاء عن شرائهم إياها أو تحميلها من الإنترنت، لمعرفة التهمة التي تسببت في اعتقال الطالب.
وبحسب اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة (غرب العاصمة)، في تصريح لوكالة "الأناضول"، فقد ألقت أجهزة الأمن القبض على طالب، أمس الأحد، في محيط جامعة القاهرة، بحوزته رواية تتحدث عن "ديكتاتورية الأنظمة العسكرية".

متى تحرّم مصر الملوخية؟

 بقلم: وائل قنديل
.. وفي مقبرة السيسي السعيدة أيضا، لن يمرّ وقت طويل حتى نطالع أخبارا عن قرارات سيادية أو فرمانات بتحريم وتجريم أكل الملوخية مثلا.. أو كما قال صديق لي معلقا على احتفال أجهزة الدولة الأمنية بالقبض على طالب يحمل رواية جورج أورويل "1984" إن الخطوة القادمة ستكون تجريم أكل الملوخية. 
لم يبالغ صديقي في تضخيم حجم الملهاة، ذلك أن اللامعقول السياسي والمجتمعي الذي ترفل مصر في نعيمه الآن، لا يقل بحال من الأحوال عما تناقلته كتب التاريخ عن زمن الحاكم بأمر الله. 
ولم لا وهناك من شيوخ السلطنة من أسبغ على الحاكم صفات الأنبياء والرسل، واقترب آخرون من تأليهه، حتى أن الرجل يبدو كأنه استمرأ هذه الشعوذة فترجمها في أحلام ورؤى شديدة الحبكة الدرامية. 
وكما لم يبخل الزمن على الحاكم بأمر الله بمثقفين يغرقونه بمدائح خارقة لحدود العقل والنقل معا، لم تخل مصر الآن من فقهاء وشعراء سلاطين يفعلون الشيء نفسه. 
 
غير أن أفعال هذا الزمان فاقت في غرائبيتها أقوال الزمن الغابر.. خذ عندك: 
نقلا عن جريدة الوطن وثيقة الالتصاق بالجنرال السيسي "قال اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية لشئون خدمات الأفراد، إن الوزارة ستطرح لوحة معدنية باسم "السيسي 1"، وسيتم تقدير ثمنها بنحو 30 مليون جنيه في مزاد علني لبيع اللوحات المعدنية لدعم صندوق "تحيا مصر". وأضاف قريطم، خلال حواره في برنامج "على مسؤوليتي"، مع الإعلامي أحمد موسى على قناة "صدى البلد" أن "هناك كثيرا من المواطنين في الدول العربية رغبوا في شراء بعض تلك اللوحات، وأن هناك كثيرا من التسهيلات لأصحاب تلك اللوحات، ويمكن ترخيصها في أي من محافظات الجمهورية، كما أنها قابلة للتوريث". 
وتزيدك الصحيفة ذاتها من الجنون بيتا حين تزف إلى الجماهير نبأ القبض على طالب أمام جامعة القاهرة بحوزته دبوس مكتوب عليه "انتصارك بكرة جاي". 
 
عبثية المشهد الانقلابي لا تنتهي عند تصدر رئيس نادي القضاة الصفوف الأولى لحفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، بالقدر نفسه من العبث حين تصدّر مطربون وممثلون الصفوف الأولى للجمعية العمومية لنادي القضاة تحضيرا للثورة المضادة في 30 يونيو.. بل تصل إلى تخوم أبعد بكثير حين لا تجد مصر من ينصت له مجلس الوزراء لإصلاح تشريعات الإعلام، سوى شخص لا يفرق بين استوديو الهواء، ودورة المياه، إلى الحد الذي خرج فيه على المشاهدين بسخائم تتهم معارضي قائد الانقلاب المحسوبين بممارسة علاقات جنسية شاذة داخل السجون. 
ولا أدري ما رأي الكاتب العابر للأجيال محمد حسنين هيكل في ما يُعد للإعلام هذه الأيام؟ 
أطرح السؤال على هيكل وفي الذاكرة موقفه حين تواصل معه المستشار الجليل محمود مكي، وأرسل له ثلاثة من القضاة المحترمين للتعرف على رؤيته لما ينبغي أن تكون عليه التشريعات الخاصة بالإعلام في مرحلة ما بعد انتخاب رئيس مدني لأول مرة.. في ذلك الوقت سارع هيكل لاستدعاء مجموعة من صحفيّ العسكر ليبلغهم أن النظام يجهز لمذبحة للإعلام! 
 
على أن حالة الإسفاف العام لا تنحصر في معسكر الانقلاب، ذلك أن من الابتذال المسيء للحراك الشعبي الصامد حتى الآن من أن يخرج أحد ليعلن عن ثورة للشباب المسلم -فقط- في مواقيت محددة.. وتلك في ظني جمرة طائفية خبيثة لا تؤدي إلا إلى قطع الطريق على أية فرصة لتحقيق حالة اصطفاف ينايرية باتت فريضة واجبة الآن على كل من لايزال يحمل إيمانا بأن مصر تستحق الخروج من كل هذا القبح الحضاري.
--------
نقلا عن العربي الجديد