سلمان العودة: الضحكة المصرية لا تنم عن عبث بل إيمان


سلمان العودة: الضحكة المصرية لا تنم عن عبث بل إيمان

تم إنشاءه بتاريخ 02 مايو 2013 كتب بواسطة: قصة الإسلام - مفكرة الإسلام
طباعة
 سلمان العودة: الضحكة المصرية لا تنم عن عبث بل إيمان
وصف الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة - الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين - الشعب المصري بقوة الإيمان بالله تعالى، فرغم المشكلات المحيطة به إلا أنه الأكثر ميلًا إلى الضحك، مشيرًا إلى أنَّ "الضحكة المصرية لا تَنُمُّ عن عبث بل عن إيمان".
وصرَّح د. العودة قائلًا: إنَّ "المصري عاطفي يضحك إلى حدِّ البكاء، ويبكي إلى حدِّ الضحك، ولكنه لا يستسلم ولا يسمح للبؤس أن يطبع شخصيته"، لافتًا إلى قول نبي الله يوسف - عليه السلام - في مصر لأخيه: {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
واعتبر د. العودة في مقالٍ له بعنوان "الصوفِي الضاحك" المنشور بصحيفة الأهرام أنَّ "الضحك لا يعني عدم الجدية؛ لكنه يحدث لأجل الشعور بالتحسُّن ولو مؤقتًا أو للتعبير عن الرأي أو لدفع الهمِّ أو لتجاوز الواقع المعيش وإعطاء الزمن حقَّه"، مشيرًا إلى أنَّ "التغيير ليس أمنية تَجُول في النفس ثم تتحوَّل في غمضة عين إلى واقع"، كما أنَّ "أحلام التغيير تختلف بين فرد وآخر لحدِّ التناقض، مما يجعل التغيير الذي يرسمه أحدهم نقيض ما يحلم به سواه".
وأوضح د. سلمان العودة قائلاً: "رائع أن تتجاوز معاناتك ولا تسمح بتحولها من أزمة خارجية إلى أزمة نفسية داخلية"، مضيفًا: "يتزايد معدل البطالة وتُسْمَع النكتة، وتتفاقم أزمة الاقتصاد ويعبر الناس بالسخرية، وترتفع نسبة الأمية ويستمر الضحك، ويمتدُّ الفقر إلى القطر من المنوفية إلي الدقهلية والشرقية والقليوبية والإسماعيلية وسوهاج وقد تجد الفقير متكيفًا مرتاحَ النفس أكثر من الملياردير".
ويتابع الداعية السعودي أنَّ "البسطاء يؤثرون على المدَى البعيد في مجرَى الأحداث، ويُغَيِّرون أكثر مما يفعل المشغولون بتحليل الأحداث في أبراجهم العاجية"، مشيرًا إلى أنَّ "تحولات الربيع العربي كانت شرارتها علي يد البسطاء الذين لا يتقنون الحسابات!".
وشدد د. العودة في الوقت ذاته أنَّ "عزل المواطن عن التفكير في قضاياه المصيرية وشغله بلقمة العيش وجعله في خيار حاسم بين الحرية والأمن، ولَّد حالةً من عدم المبالاة" إلا أنَّ "روح الإيمان تمنع من اليأس وفي قصة يوسف {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
ولفت العودة إلى شغف المصريين بالفن الساخر والنكتة قائلًا: "يعملون في النهار أو يتظاهرون أو يحتجون ولا يفرطون بجلسة مسائية مسترخية على شاي أو وجبة، والنكتة سيدة الموقف مهما احتدم النزاع!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق