7 أفكار لوجبة عشاء خفيفة

خبز وجبنة وشرائح لحم مع بعض الخضار، هذا ما يتناوله كثيرون في المساء بزعم أنه عشاء خفيف ولا يزيد الوزن، لكن هل فعلا الأمر كذلك؟
قدم موقع «دويتش فيله»، الألماني، 7 أفكار لعشاء خفيف وصحي يساعدكِ في إنقاص الوزن:
Fischplatte mit Lachs und Aal
سواء أكان سمك السلمون أو الرنجة أو التونة، فإن لحم السمك عامة يحتوي على نسبة قليلة جدا من الدهون وسهل الهضم، وبالتالي فإنه مثالي للعشاء الخفيف والصحي.
Abendbrot
شرائح الخبز الأسمر مع طبقة رقيقة من الزبدة أو الجبن قليل الدسم مع الكثير من الخضار يمكن أن يكون عشاء خفيفا وصحيا ويساهم في المحافظة على الوزن المناسب.
Wrap mit Gemüse und Hackfleisch
ليست هناك رغبة في تناول شرائح الخبز؟ لا بأس برغيف خبز رقيق ودهنه بطبقة من اللبنة وتحضير شطيرة مع بعض الخضار الطازجة ولحم الدجاج أو سمك التونة مثلا.
Algerische Gewürzsuppe
الكثير من الخضار وبعض المعجنات أو الرز مع قليل من اللحم، هكذا يمكن تحضير حساء يسد الجوع وصحي وخفيف يناسب وجبة العشاء والمحافظة على الرشاقة.
Galerie - Kulinarische Spezialitäten
السلطة تعتبر مناسبة تماما للعشاء الخفيف والصحي، وخاصة تلك المشبعة التي تحتوي إلى جانب الخضار الطازجة على بعض الزيتون والجبن أو قليل من اللحم أو السمك.
Eintopf
لحم الدجاج والديك الرومي من أفضل اللحوم لوجبة العشاء، حيث نسبة الدهون فيها منخفضة، ويمكن تحضيرها بتحميصها في قليل من الزيت وتقديمها مع الخضار أو السلطة.
Schüsseln mit Gemüsesalat
تنصح الجمعية الألمانية للتغذية بتناول الكثير من الخضار يوميا، وبالتالي فإن وجبة العشاء يجب ألا تخلو من الخضار أو السلطة.

سيدة تخسر 68 كيلو جراماً من وزنها.. تعرفي على حميتها

Share on faceb8Sharتصوير : آكانت دانييل جورانت تزن أكثر من 164 كيلوجراماً حتى حولت محادثة مع صديقتها حياتها رأساً على عقب، حين أرشدتها إلى الإطلاع على برنامج «Weight Watchers».
وقد عانت جورانت من السمنة المفرطة بسبب طرق خاطئة في الحمية الغذائية خلال فترات المراهقة، انقلبت لتركز على الطعام الدسم، وقد توقفت عن زيارة المدن الترويحية أو الحدائق، وذلك لأنها لم تكن تتسع في المقاعد المخصصة لزائريها. حسبما نشر موقع «سي إن إن».
ركزت على إيقاف تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، واستبدلتهما بالفواكه والخضار، والنتيجة أنها خسرت إلى الآن أكثر من 68 كيلوجراماً من وزنها.
وقد قررت جورانت بأن تبدأ عام 2014 بممارسة الرياضة يومياً، وهو وعد قطعته على نفسها ولم تتوقف عن الإيفاء به.
وهنا نشرت صورة عبر حسابها في فيسبوك، قارنت فيه شكلها في أول يوم لممارستها التمارين الرياضية وبعد عامين.
وتقول المرأة التي تبلغ من العمر 41 عاماً، إنها تشعر بأنها في العشرينيات من عمرها، بينما كان الناس يظنون أن زوجها السابق هو ابنها قبل فقدانها لوزنها.

من شان الله - فهمي هويدي


لا يكاد يصدق المرء ان تلوح إرهاصات ثورة الفلسطينيين في القدس، ردا على تصاعد مؤشرات التحدي والغطرسة الصهيونية، ويتطور الأمر إلى صدامات تتزايد أعداد ضحاياها يوما بعد يوم، ثم لا نرى لكل ذلك صدى في الفضاء السياسي العربي.

صحيح أن ثمة هموما وأوجاعا أخرى في العالم العربي شغلت أهل السياسة والنخب الملتحقة بها، لكننا نعرف أن الوجع الأكبر عادة ما يطغى ويتقدم على الوجع الأصغر.

وإلى عهد قريب كان مستقرا لدنيا أن الاحتلال الإسرائيلي هو الوجع الأكبر وان فلسطين هي القضية المركزية في العالم العربي،

لكن الرياح الملوثة التي هبت على العالم العربي أخيرا أحدثت انقلابا في الأولويات بقدر ما شوهت من الإدراك العام،

 الأمر الذي حول الاحتلال إلى حليف لدى البعض، وصنف الفلسطينيين ضمن الإرهابيين الذين يهددون الأمن لدى آخرين،
 بل ان كلمة المقاومة أصبحت تقابل بالامتعاض والاستنكار لدى بعض الدوائر،
 وغدا مصطلح القضية المركزية تعبيرا ينتمى إلى الفوكلور السياسي والتراث الذي خلفته عصور خلت وبادت.

لحظة الضياع والذهول والانكفاء التي استسلم لها العالم العربي بقدر ما غيبت العقل السياسي لدى الأنظمة والنخب، فإنها أيقظت لدى الإسرائيليين نهمهم الوحشي ليس فقط لتصفية القضية وإنما أيضا للانقضاض على القدس وافتراسها ومحو معالمها، بحيث لا يبقى فيها شيء من مقدسات المسلمين والمسيحيين، ذلك انهم لم يكتفوا باغتصاب الجغرافيا، وإنما انفتحت شهيتهم لاغتصاب التاريخ أيضا.

في الآونة الأخيرة كان المسجد الأقصى والحرم القدسي هدفا ركز عليه المتطرفون واستخدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورقة للمزايدة وكسب تأييد أحزاب اليمين.
 فقد تعددت اقتحاماتهم للحرم القدسي في ظل حماية الشرطة.
وبذريعة الأمن جرى إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين.

 وقدم إلى الكنسيت مشروع للتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى والحرم القدسي، في استعادة للجريمة التي وقعت بحق الحرم الإبراهيمي في الخليل قبل نحو 18 عاما، حين قسم بين المسلمين والصهاينة،
 ثم خطط المستوطنون لإقامة مشروعات استيطانية جديدة في قلب الحرم الإبراهيمي وفي القدس الشرقية.

وليس خافيا على أحد أن التقسيم المراد إجراؤه للحرم القدسي بمثابة مقدمة ووسيلة التفافية لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.

ليس ذلك فحسب، وإنما قدم نائب رئيس الكنيست اقتراحا في مطلع العام الحالي لفرض السيادة الإسرائيلية على المدينة كلها، بما فيها المؤسسات الإسلامية والمسيحية،
 الأمر الذي من شأنه نزع تبعية المسجد الأقصى والحرم لوزارة الأوقاف الأردنية ونقل التبعية للحكومة الإسرائيلية.

هذا التصعيد توازى مع إجراءات أخرى استهدفت نزع ملكية الأراضي واقتحام بيوت العرب والاستيلاء عليها بأوراق مزورة، واختراق الأحياء العربية لتغيير هويتها

(وزير الإسكان الإسرائيلي اورى ارئيل انتقل للعيش في حي سلوان بالقدس القديمة في خطوة استفزازية وتحد لسكانه العرب).

وتحسبا لمواجهة ثورة العرب في المدينة فقد تم تشكيل قوة أمنية جديدة حملت اسم «حراس الأسوار» مهمتها الأساسية قمع الغضب العربي وملاحقة المتظاهرين، الذين عدل القانون لأجلهم، حتى أصبح يعاقب بالسجن مدة 20 عاما كل من اشتبك مع الشرطة وقذفها بالحجارة.
هذه الإجراءات كان لها صداها السريع في أوساط السكان العرب الذين تتوزع عليهم درجات مختلفة من الغضب لأسباب مفهومة،
 فتظاهروا واشتبكوا مع الشرطة وقذفوها بالحجارة وزجاجات المولوتوف.
 ودهس أحدهم في القدس ضابط شرطة إسرائيليا فقتله وأصاب 14 آخرين،
 ودهس آخر مجموعة أخرى من الجنود في الخليل.
الأول (إبراهيم العكاري) قتل والثاني هرب وتعذر التعرف عليه،
وفي عكا طعن مستوطن بسكن شاب عربي وأمطرت بالحجارة حافلة استقلها مستوطنون الأمر الذي أدى إلى إصابة بعضهم إصابات خطرة.

 هذه الحوادث كان لها صداها في الوسط الإعلامي حيث تحدثت الصحف الإسرائيلية عن مقدمات انتفاضة ثالثة، في حين انفعل وزير الأمن الداخلي ودعا في تصريح علني ودعا إلى قتل أي عربي يشارك في الصدامات.

غضب فلسطينيي الداخل مفهوم، لكن حصار الغضب وقمعه في الضفة بدا معيبا وغير مفهوم.

أما الذي بدا مستغربا فكان عدم الاكتراث بتلك التفاعلات الذي لوحظ في مواقف الحكومات والجامعة العربية بل في محيط القوى السياسية العربية،
استثنى من ذلك عمان التي ربما كانت العاصمة العربية الوحيدة التي عبرت عن تضامنها مع الغضب الفلسطيني المتأجج في الداخل.

قرأت انهم هتفوا في القدس مخاطبين اخوانهم في الضفة ومتلهفين على انتفاضتهم قائلين:
من شان الله ــ يا ضفة يلَّه (أي بحق الله هُبُّوا)

ــ وفي التقارير انهم في مظاهراتهم وجنازاتهم هتفوا:
عالمكشوف عالمكشوف صهيوني ما بِدِّنا نشوف
ــ يا قدساوي دوس دوس ع المتجند والجاسوس
ــ دم الشهيد بينادي حرة يا أرض بلادي
ــ زغردي يا أم الشهيد واحنا أعلنا التصعيد
ــ قولوا لكلاب البوليس دم العربي موش رخيص ...إلخ.

إذا سألتني لماذا لم نسمع صوت المتظاهرين في أنحاء العالم العربي فربما وجدت الإجابة في المثل العربى الذي يقول:
 الخيول المخصِيَّة لا تصهل!
 ــ ومن لديه تفسير آخر فليدلني عليه.
صحيفة السبيل الأردنيه الاثنين 17 المحرم 1436 – 10 نوفمبر 2014

إقبال تاريخي على رواية 1984 بعد القبض على طالب بسببها

"حارب الشيء .. ينتشر" .. حكمة لاقت انتشارًا وإعجابًا عبر أزمنة وأمكنة مختلفة، وكانت 
على موعد للتحقق في واقعة تحريز رواية تتحدث عن "الديكتاتورية"، خلال اعتقال طالب بجامعة القاهرة، الأمر الذي تسبب في إقبال كبير على الرواية في منافذ بيعها أو عبر تحميلها من مواقع الإنترنت.
الرواية العالمية المعروفة بعنوان (1984) للكاتب والصحفي البريطاني جورج أورويل، لاقت دعوات للقراءة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر)، فيما أعلن نشطاء عن شرائهم إياها أو تحميلها من الإنترنت، لمعرفة التهمة التي تسببت في اعتقال الطالب.
وبحسب اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة (غرب العاصمة)، في تصريح لوكالة "الأناضول"، فقد ألقت أجهزة الأمن القبض على طالب، أمس الأحد، في محيط جامعة القاهرة، بحوزته رواية تتحدث عن "ديكتاتورية الأنظمة العسكرية".

متى تحرّم مصر الملوخية؟

 بقلم: وائل قنديل
.. وفي مقبرة السيسي السعيدة أيضا، لن يمرّ وقت طويل حتى نطالع أخبارا عن قرارات سيادية أو فرمانات بتحريم وتجريم أكل الملوخية مثلا.. أو كما قال صديق لي معلقا على احتفال أجهزة الدولة الأمنية بالقبض على طالب يحمل رواية جورج أورويل "1984" إن الخطوة القادمة ستكون تجريم أكل الملوخية. 
لم يبالغ صديقي في تضخيم حجم الملهاة، ذلك أن اللامعقول السياسي والمجتمعي الذي ترفل مصر في نعيمه الآن، لا يقل بحال من الأحوال عما تناقلته كتب التاريخ عن زمن الحاكم بأمر الله. 
ولم لا وهناك من شيوخ السلطنة من أسبغ على الحاكم صفات الأنبياء والرسل، واقترب آخرون من تأليهه، حتى أن الرجل يبدو كأنه استمرأ هذه الشعوذة فترجمها في أحلام ورؤى شديدة الحبكة الدرامية. 
وكما لم يبخل الزمن على الحاكم بأمر الله بمثقفين يغرقونه بمدائح خارقة لحدود العقل والنقل معا، لم تخل مصر الآن من فقهاء وشعراء سلاطين يفعلون الشيء نفسه. 
 
غير أن أفعال هذا الزمان فاقت في غرائبيتها أقوال الزمن الغابر.. خذ عندك: 
نقلا عن جريدة الوطن وثيقة الالتصاق بالجنرال السيسي "قال اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية لشئون خدمات الأفراد، إن الوزارة ستطرح لوحة معدنية باسم "السيسي 1"، وسيتم تقدير ثمنها بنحو 30 مليون جنيه في مزاد علني لبيع اللوحات المعدنية لدعم صندوق "تحيا مصر". وأضاف قريطم، خلال حواره في برنامج "على مسؤوليتي"، مع الإعلامي أحمد موسى على قناة "صدى البلد" أن "هناك كثيرا من المواطنين في الدول العربية رغبوا في شراء بعض تلك اللوحات، وأن هناك كثيرا من التسهيلات لأصحاب تلك اللوحات، ويمكن ترخيصها في أي من محافظات الجمهورية، كما أنها قابلة للتوريث". 
وتزيدك الصحيفة ذاتها من الجنون بيتا حين تزف إلى الجماهير نبأ القبض على طالب أمام جامعة القاهرة بحوزته دبوس مكتوب عليه "انتصارك بكرة جاي". 
 
عبثية المشهد الانقلابي لا تنتهي عند تصدر رئيس نادي القضاة الصفوف الأولى لحفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، بالقدر نفسه من العبث حين تصدّر مطربون وممثلون الصفوف الأولى للجمعية العمومية لنادي القضاة تحضيرا للثورة المضادة في 30 يونيو.. بل تصل إلى تخوم أبعد بكثير حين لا تجد مصر من ينصت له مجلس الوزراء لإصلاح تشريعات الإعلام، سوى شخص لا يفرق بين استوديو الهواء، ودورة المياه، إلى الحد الذي خرج فيه على المشاهدين بسخائم تتهم معارضي قائد الانقلاب المحسوبين بممارسة علاقات جنسية شاذة داخل السجون. 
ولا أدري ما رأي الكاتب العابر للأجيال محمد حسنين هيكل في ما يُعد للإعلام هذه الأيام؟ 
أطرح السؤال على هيكل وفي الذاكرة موقفه حين تواصل معه المستشار الجليل محمود مكي، وأرسل له ثلاثة من القضاة المحترمين للتعرف على رؤيته لما ينبغي أن تكون عليه التشريعات الخاصة بالإعلام في مرحلة ما بعد انتخاب رئيس مدني لأول مرة.. في ذلك الوقت سارع هيكل لاستدعاء مجموعة من صحفيّ العسكر ليبلغهم أن النظام يجهز لمذبحة للإعلام! 
 
على أن حالة الإسفاف العام لا تنحصر في معسكر الانقلاب، ذلك أن من الابتذال المسيء للحراك الشعبي الصامد حتى الآن من أن يخرج أحد ليعلن عن ثورة للشباب المسلم -فقط- في مواقيت محددة.. وتلك في ظني جمرة طائفية خبيثة لا تؤدي إلا إلى قطع الطريق على أية فرصة لتحقيق حالة اصطفاف ينايرية باتت فريضة واجبة الآن على كل من لايزال يحمل إيمانا بأن مصر تستحق الخروج من كل هذا القبح الحضاري.
--------
نقلا عن العربي الجديد

إذا ظل البيت من زجاج - فهمي هويدي

إذا اعتبرنا أن الذي شوَّه ملف حقوق الإنسان في مصر هو تآمر الأوروبيين والأمريكان والمنظمات الحقوقية الدولية والتنظيم الدولي للإخوان.
فنحن نخدع أنفسنا وندفن رؤوسنا في الرمال.

وإذا نجحنا في تسويق هذه الفكرة في داخل مصر وأقنعنا بها بعض شرائح المصريين، فمن الصعب إقناع الرأي العام الخارجي بها. لأسباب كثيرة في مقدمتها أن فكرة تآمر كل هذه الأطراف ضد مصر تبدو ساذجة وغير قابلة للتصديق.

وإذا اعتبرنا أن رد الحكومة المصرية على الانتقادات الموجهة لسياستها في مجال حقوق الإنسان ومعها اجتماعات وتصريحات بعض أعضاء الوفد الرسمي، يمكن أن تغير الصورة السلبية التي استقرت في الساحة الدولية إزاء مصر،
 فإننا بذلك نضحك على أنفسنا ونمارس قدرا من الاستعباط يصعب على الآخرين ابتلاعه وتمريره.

 وحين ننحي باللائمة على السفارات المصرية والمكاتب الإعلامية المصرية المقامة في العديد من العواصم الأجنبية، ونشير بأصابع الاتهام إلى مصلحة الاستعلامات وتقصيرها في التواصل مع الصحفيين الأجانب أو توزيع تقارير الدفاع عن السياسة المصرية، فإننا نطالب تلك الجهات بما لا تستطيع أن تقوم به.

ولست أدافع عن تقصيرها في الرعاية لمصر، لكنني أزعم أن صورة مصر في الخارج لا ترسمها الحملات الدعائية وشبكة العلاقات العامة، وإنما ترسمها بالدرجة الأولى الحقائق الماثلة على الأرض.

وفي كل الأحوال فينبغي أن يكون واضحا للجميع أن العالم الخارجي لا يتابعنا بآذانه وحدها، لأن مختلف الدول والمؤسسات الحقوقية لها أعينها في مصر، وأغلبها يعرف عن البلد أكثر مما يعرفه أغلب المصريين.

حين بدأت اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف كان المصريون يتداولون عبر مواقع التواصل الاجتماعي البيان الذي أصدرته 15 منظمة ومجموعة حقوقية مستقلة الذي انتقدت فيه أحدث انتهاك لحقوق الإنسان في مصر، متمثلا في صدور القانون الذي قضى بتوسيع صلاحيات القضاء العسكري، بما يفضي إلى محاكمة المدنيين أمامها خلافا للدستور، الأمر الذي اعتبر بمثابة التفاف على إعلان الطوارئ.
وذلك بعدما تم تكليف القوات المسلحة بحماية المنشآت والمرافق العامة في البلاد،
وهو ما يعتبر كل اعتداء على تلك المنشآت جريمة تخضع للقضاء العسكري غير المستقل.

في الأسبوع نفسه كان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان قد أصدر بيانا آخر انتقد سجل المحاكمات غير العادلة التي يتعرض لها النشطاء.
الأمر الذي يؤدي إلى إخضاعهم لعقوبات قاسية، في حين لا تتم محاسبة رجال الأمن الذين يرتكبون الانتهاكات الجسيمة بحقهم.

توازي ذلك مع البيان الذي أصدره الحزب الديمقراطي الاجتماعي وأورد فيه قائمة من الانتهاكات التي مورست خلال الأشهر الماضية، التي تمثلت في التضييق على منظمات المجتمع المدني،
وتهديد النشطاء في المجالات السياسية والنقابية والاجتماعية بعقوبات تصل إلى الإعدام.
وتقييد حق التظاهر السلمي وممارسة القمع في الجامعات، الذي كان الطلاب ضحية له.. الخ.

إلى أن قرأنا في عدد الشروق يوم الثلاثاء الماضي (4/1) مقالة الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء السابق، التي أورد فيها قائمة بالقرارات والقوانين التي صدرت بالمخالفة لنصوص الدستور خلال العام الأخير.

كل ما سبق لا علاقة له بالإخوان. وليست فيه إشارة إلى المذابح التي وقعت في فض اعتصامات رابعة والنهضة وجامع الفتح وغيره.
ولم يُذكر فيه شيء عن آلاف المعتقلين ولا إلى المئات الذين صدر الحكم بإعدامهم، وأضعافهم الذين صدرت بحقهم أحكام بالغة القسوة، في حين مورس قدر ملحوظ من التسامح مع رجال الأمن الذين ارتكبوا جرائم عديدة بحق النشطاء

(الضابط الذي أدين في استهداف عيون المتظاهرين، وزميله الذي تسبب في إحراق أكثر من ثلاثين محبوسا أثناء نقلهم إلى سجن أبوزعبل، وعشرات الضباط الذين اتهموا بقتل المتظاهرين أثناء الثورة).

إذا لاحظت أن ملف الإخوان لم يرد ذكره في كل ما سبق، فستدرك أن الأزمة أكبر منهم وأن القضية أعم.
لذلك فإن تركيز الإعلام المصري على دور التنظيم الدولي في التحركات التي شهدتها جنيف هذا الأسبوع يصرف الانتباه عن الحجم الحقيقي للأزمة، فيصورها على أنها أزمة جماعة وليست أزمة وطن.

وقد كان إعلان 7 مؤسسات حقوقية مصرية انسحابها من المشاركة في فعاليات جلسة مناقشة الملف المصري في جنيف. خشية تعرضها للتهديد وللإجراءات الانتقامية من الجهات الأمنية، شاهدا على مدي عمق أزمة الداخل المتجاوزة للإخوان وقضيتهم.

لا تسرنا بطبيعة الحال الانتقادات أو الإدانات لسجل حقوق الإنسان في مصر.
 في نفس الوقت فإن إنكار الأزمة أو محاولة التستر علىها للتجمل أمام الآخرين أو الإحالة إلى مؤامرات الآخرين، لا يقنع أحدا ولا يحل الإشكال.

لكن الذي يبِّيض الصفحة ويرد السهام ويخرس ألسنة الناقدين ويجهض جهود المتآمرين هو واقع الحال في مصر.
إذ إن صلاحه وحده كفيل بتحقيق كل ما سبق.

 أما إذا ظل بيتنا من زجاج فلن يصلح منه إعادة طلائه بالألوان الجذابة، أو إحاطته بالستائر التي تحجب ما بداخله عن الأعين. أو تغطيته بالطنين الإعلامي الذي يشيد به، فإنه سيظل نوعا من المخدرات التي تغيب العقل بعض الوقت لكنها لا تحول دون الإفاقة على الحقيقة في نهاية المطاف.
ـ إن صيانة حقوق الإنسان في الداخل وحدها التي تضمن الدفاع عن ملفها في الخارج.

جريدة الشروق - يوم الخميس 6 نوفمبر

السويد أحرجت العرب - فهمي هويدي

في الوقت الذي سكتت فيه الحكومات العربية على إغلاق إسرائيل المسجد الأقصى، لأول مرة منذ 14 عاما، فإن حكومة السويد أعلنت في 30/10 قرارها التاريخي الاعتراف بدولة فلسطين.

ثم أطلقت بادرة هي الأولى من نوعها بالنسبة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي

ـ صحيح أن مجلس العموم البريطاني كان قد صوت لصالح دولة فلسطين في شهر أكتوبر الماضي، إلا أن ذلك كانت له دلالته الرمزية والمعنوية، الأمر الذي دفع فرنسا إلى الإعلان عن أن ذلك الاعتراف سيتم «يوما ما».

هذا التطور الإيجابي في الموقف الأوروبي إزاء القضية الفلسطينية له شواهد أخرى عدة.

ففي شهر أكتوبر الماضي ـ وبضغط من النشطاء تم استبعاد إسرائيل من المناورات الحربية التي كان مزمعا إقامتها في جزيرة سردينيا بإيطاليا.

وفي الشهر ذاته جرى منع سفينة «زيم» الإسرائيلية من الرسو والإنزال بميناء أوكلاند على الساحل الغربي الأمريكي.

يحدث ذلك في حين تزداد حملة مقاطعة إسرائيل اتساعا، سواء على صعيد العلاقات الأكاديمية والثقافية أو العلاقات الاقتصادية.

وقد تصاعدت تلك الحملة إبان الاعتداء الإسرائيلي على غزة في شهر يوليو الماضي، الأمر الذي دفع 150 مثقفا أيرلنديا إلى إصدار بيان أعلنوا فيه مقاطعتها الثقافية والأكاديمية.
وكان للفنانين دورهم الملحوظ في هذا المسار.

ومن الذين أعلنوا تأييدهم لمقاطعة إسرائيل المغني الشهر روجر ووترز «فرقة بلند فلويد» والكاتبة الكندية ناعومي كلاين والأمريكية اليس ووكر والموسيقي الفيس كوستيللو والمخرج البريطاني كن لوتش الحائز على جائزة «كان» والكاتب البريطاني جون يرجر.

وهناك آخرون ألغوا أنشطتهم الفنية في تل أبيب مثل فرقة ذا بيكسيز، والمغني الشهير بونو، والفرنسية فانيسا بارادي، ومغني الراب سنوب دوغ.. الخ.

أما حملة مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة بصورة غير شرعية فوق الأراضي المحتلة فقد اتسع نطاقها حتي قدرت الخسائر الناجمة عنها بنحو أربعة مليارات دولار.

هذا الذي يحدث في العالم الغربي جدير بالتقدير والحفاوة، لأنه يعني ببساطة أن الغشاوة التي غطت الأعين وحملات التضليل التي خدعت كثيرين والدعايات الإسرائيلية المسمومة،

ذلك كله له أجله المحدود وما كان له أن يستمر. سواء لأن ثورة الاتصال فتحت الأعين على ما كان محجوبا أو لأن الممارسات والعربدات الإسرائيلية صارت من الفظاظة والبشاعة بحيث أنها صدمت مشاعر الغربيين ونبهتهم إلى ما غفلوا عنه طويلا.

 كما أننا لا نستطيع أن نغفل في هذا الصدد دور النشطاء العرب المتجنسين أو الأوروبيين أو عناصر حملة مقاطعة إسرائيل الفاعلة في الضفة الغربية.

المفارقة التي تستحق تنويها ودراسة أنه في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم القضية الفلسطينية في العالم الغربي، فإنها تراجعت بصورة مقلقة في العالم العربي،

وسوف تدهشنا حقيقة أن الربيع العربي الذي تعلقت به الآمال الكبار في عام 2011، واجه انتكاسات جعلت إسرائيل المستفيد الأكبر منه، بدلا من أن تكون المصدوم الأول من وقوعه.

ذلك أن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب المركزية، ولا قضية العرب الأولى، حتى أزعم أن القرار السويدي أحرج النظام العربي.

ذلك أن العالم العربي بأنظمته ونخبه وإعلامه أصبح مشغولا بصراعاته الداخلية وحروبه الأهلية، ضد داعش وجبهة النصرة وأنصار الشريعة والحوثيين والإرهاب... إلخ.

وجدير بالذكر أنه في السابق كانت إسرائيل تبذل جهدا لإلهاء العرب من خلال إقناعهم بأن إيران هي العدو وليس هي، لكننا أعفيناها من ذلك الجهد الآن وانصرفنا عنها برغبة منا إلى الاشتباك مع غيرها.

لم تكتف إسرائيل بذلك، ولكنها نشطت في العالم العربي على أكثر من جهة.
 فقد اعتبرت نفسها حليفا لبعض الأنظمة العربية ضد «الإرهاب»، حتى اصطفت معها تلك الأنظمة في الحرب على المقاومة وحصار غزة.

 في الوقت ذاته فإنها تمددت اقتصاديا وتجاريا في العالم العربي، خصوصا منطقة الخليج التي تجاوز فيها الحضور الإسرائيلي تلك الحدود، حتى صار لها دورها في بعض الأنشطة الأمنية.

ثم فلم يعد التطبيع مقصورا على بعض الدول التي عقدت اتفاقات سلام مع الدولة العبرية، ولكنه تجاوز تلك الصيغة بمراحل، مع دول لم توقع تلك الاتفاقات،
لكنها حرصت على أن تبقي العلاقات المتنامية واقعا مسكوتا عليه وغير معلن.

وفي هذه الأجواء فإن الحديث عن مقاطعة إسرائيل لم يعد واردا وأصبح حبرا على ورق، استثني من ذلك الكويت التي لا تزال حركة المقاطعة نشطة فيها. وقد حققت عدة نجاحات في مواجهة محاولات التسلل الإسرائيلي إلى أسواقها.

تتواصل المفارقات حين نلاحظ أن قلق السلطات الإسرائيلية من التحولات الحاصلة في العالم الغربي أصبح أكبر من قلقها إزاء التحولات المتلاحقة في العالم العربي.

 ذلك أن من شأن الأولى أن تهدد مصالحها ومخططاتها المستقبلية،
 أما بالنسبة للعالم العربي فإن إسرائيل أصبحت مطمئنة إلى أن مصالحها في الحفظ والصون. خصوصا من جانب الدول العربية الكبرى.
 ذلك أن سلطاتها أقامت خلال سنوات الثورة الثلاث علاقات وثيقة للغاية مع القادة الإسرائيليين أدهشت بعضهم،
 حتى أن وزير الحرب موشي يعالون ادعي في حوار أجرته معه قناة «بلومبرج» الأمريكية أن إسرائيل مع مصر والسعودية والإمارات يشكلون الآن جبهة واحدة لهم نفس الأعداء.

لا أستبعد أن يكون ذلك الاطمئنان الإسرائيلي إلى الجبهة العربية (إلى جانب شك تل أبيب في تفاهمات واشنطن مع طهران) من بين الأسباب التي شجعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تحدي الإدارة الأمريكية،
 حتى نقل عنه مؤخرا قوله إنه قرر شطب الرئيس أوباما من حساباته،
وأنه سوف يخاطب الولايات المتحدة من خلال الكونجرس والحديث المباشر إلى الشعب الأمريكي.

لقد خسرت إسرائيل بسقوط مبارك «كنزها الاستراتيجي»، لكن الربيع العربي أهدى إليها «منجمًا» حافلًا بالكنوز.

صحيفة السبيل الأردنيه السبت 8 المحرم 1436 – 1 نوفمبر 

نتيجة الاختبار الأول - فهمي هويدي

لم ينجح رؤساء تحرير الصحف المصرية في أول اختبار تعرضوا له بعد البيان الذي أصدروه دفاعا عن النظام والمهنة، في أعقاب اجتماعهم يوم الأحد 26/10.
ذلك انهم كانوا قد أعلنوا في بيانهم عن رفضهم التطاول والتشكيك في مؤسسات الدولة.
وأكدوا حرصهم على حرية التعبير وعلى التناول الموضوعي للأخبار والتقارير.

وشاءت المقادير أن تصدر خلال الأيام القليلة التالية ثلاث وثائق سياسية وحقوقية تناولت الأوضاع الراهنة بمنتهى الموضوعية،
وخلت من أي تطاول أو تشكيك، كما انها خرجت من كيانات لا علاقة لها بالإخوان وكانت في مقدمة الذين احتشدوا ضد نظامهم في 30 يونيو.

رغم ذلك تم تجاهل تلك الوثائق إذ إن أغلب الصحف قاطعتها، في حين أن صحيفة أو اثنتين اختزلت بعضها ونشرت مضمونها مبتسرا.
ولولا مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقلتها كاملة لما سمعنا بها.

ولأنني وجدتها مما يخدم النظام من حيث انها تدعو إلى تصويب مسيرته كي يصبح أكثر عافية،
كما أنها تخدم المهنة باعتبارها تجسد حرية التعبير فإنني ما ان وقعت عليها حتى هتفت:
 لا خير فينا إذا لم ننشرها.

 رسالة الوثائق الثلاث يمكن تلخيصها فيما يلي:

بيان الحزب الد يمقراطي الاجتماعي صدر في 28/10 وانطلق من تأييد موقف السلطة في مواجهة الإرهاب، مع تقدير الدور الذي تقوم به القوات المسلحة،
بما يعني انه يصطف في معسكر الموالاة، لكنه انتقد السياسات المتبعة في سبعة أمور هي:
إصدار قوانين توسع من اختصاص القضاء العسكري وتضيف إليه جرائم يرتكبها مدنيون ضد منشآت مدنية بالمخالفة للدستور
ــ التضييق على منظمات المجتمع المدني من خلال التخوين والترهيب، وعدم طرح بدائل تشجع دورها التنموي والحقوقي
ــ تعديل قانون العقوبات بما يضع كل نشاط سياسي أو نقابي أو حزبي تحت طائلة مواد فضفاضة يمكن ان تصل إلى عقوبة الإعدام، في خروج سافر على قواعد التشريع الجنائي المستقرة
ــ رفض الحكومة الاستماع إلى أي آراء أو مقترحات بشأن قانون التظاهر، الذي لم يحقق نتائج على الأرض سوى تقييد حق التظاهر السلمي الذي كفله الدستور
 ــ عجز الحكومة عن التقدم بأي سياسات أو رؤية تتعامل مع الاضطرابات في الجامعات.
واللجوء إلى استخدام شركات أمن خاصة فيما ينذر باستمرار التوتر والعنف في المحيط الطلابي
ــ استمرار الغموض بشأن الانتخابات البرلمانية والإصرار على أن تتم تلك الانتخابات في ظل قوانين معيبة تسعى لتقليص العمل الحزبي والعودة بالمجلس التشريعي إلى سيطرة العصبيات والمال
 ــ تقاعس الحكومة عن اتخاذ أي إجراءات أو الإعلان عن أي برنامج لتطوير أجهزة الشرطة والنيابة والقضاء بما يرسخ العدالة الانتقالية.

بيان أصدرته 15 منظمة ومجموعة حقوقية مستقلة في 30/10 بخصوص توسيع صلاحيات القضاء العسكري، بمقتضي القانون رقم 136 لسنة 2014 الذي أخضع جرائم التعدي على طيف واسع من المنشآت والمرافق العامة للقضاء العسكري. على ان يستمر العمل به لمدة عامين،
إذ ذكرت المنظمات المذكورة ان القانون يسمح بمحاكمة أي مدني يتهم بتخريب الممتلكات العامة أمام محكمة عسكرية.
 وهي التهمة التي كثيرا ما توجه إلى المتظاهرين المعارضين للحكومة.
وهذا القانون يعد خرقا للمادة 204 من دستور 2014 التي اشترطت لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري أن يكون هناك اعتداء مباشر على المنشآت العسكرية.

 أما القانون الجديد فهو بمثابة حالة طوارئ غير معلنة، إذ يتم الالتفاف على هذا القيد الدستوري عن طريق تكليف القوات المسلحة بحماية المنشآت والمرافق العامة بالتعاون مع الشرطة، مما يستتبعه مثول المواطنين أمام قاض عسكري وليس قاضيهم الطبيعي.
وهو ما يؤدي إلى إحالة الآلاف إلى محاكمات عسكرية تفتقر إلى الحد الأدني من معايير المحاكمات العادلة والمنصفة.

عبرت المنظمات الخمس عشرة في البيان عن قلقها من تلك الخطوة، وخشيتها من تبعات تقويض نظام العدالة المدني بدعوي محاربة الإرهاب.
ودعت إلى سحب القانون حفاظا على التوازن الضروري بين الإجراءات الفعالة لمكافحة الإرهاب والاحترام اللازم لحقوق الإنسان الأساسية بموجب الدستور المصري والاتفاقيات الدولية التي صدقت علىها مصر.

الوثيقة الثالثة تمثلت في التقرير الذي أعده مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في 31/10 لكي يقدم ضمن تقارير المنظمات المستقلة إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ضمن الاستعراض الدوري الشامل لملف الحقوق المصري المفترض ان يتم يوم الأربعاء المقبل (5 نوفمبر).

النقطة الجوهرية في التقرير ان جميع العناصر المعارضة لمتظاهرين أو نشطاء أو مدافعين عن حقوق الإنسان قدموا لمحاكمات غير عادلة أمام المحاكم العادية أو العسكرية، ووجهت إلىهم تهم وفقا لقوانين لا تتفق ومعايير حقوق الإنسان.

 وكانت إجراءات محاكمتهم أبعد ما تكون عن ضمانات المحاكمات العادلة.
 الأمر الذي أدي إلى اخضاعهم لعقوبات قاسية، في حين لم تتم محاسبة أفراد قوات الأمن على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبوها بحقهم.

بقيت عندي ملاحظتان على تلك التقارير.

 الأولى انها تسلط الأضواء على ما يمكن ان يوصف بأنه النصف الفارغ من الكوب.
 وذلك امر لا غضاضة فيه لأنه بغير الانتباه إلى ذلك فإننا لن نستطيع أن نتدارك الثغرات والأخطاء، ومن ثم نرفع من منسوب امتلاء الكوب،

وفي هذه الحالة فإن الناقدين يستحقون الشكر والتشجيع إعمالا لمقولة «رحم الله من أهدي إلـَّي عيوبي».

 الملاحظة الثانية، ان هذه الوثائق تتضمن شهادات ولا تطلق أحكاما.
ولذلك فإن الرد علىها مطلوب وتفنيدها ضروري، والتفاعل معها مهم، للاسترشاد في تصحيح المسار.
وذلك أفضل كثيرا من تجاهلها بحيث تصبح وصمة في الجبين ونوعا من دفن الرءوس في الرمال.

وفي هذه الحالة فإن تجاهل رؤساء التحرير لمثل تلك التقارير لا يعد دفاعا عن النظام أو عن المهنة، وانما يغدو في أحسن فروضه نوعا من دفاعهم عن أنفسهم.

صحيفة السبيل الأردنيه الاثنين 10 المحرم 1436 – 3 نوفمبر 2014