مذبحتان للقضاة والقضاء – فهمي هويدي


مسلسل اللامعقول مستمر في مصر، إذ في حين لم نُفِق من المذبحة الجارية للقضاة، حتى فوجئنا بمذبحة أخرى ضحيتها القضاء ذاته،
 الأمر الذي يثير شكوكنا في الأهداف الحقيقية لذلك الذي يجري،

 ذلك إنني ظللت طوال الأسابيع الأخيرة أتابع بدهشة بالغة عملية التنكيل برموز القضاء وبقاماتهم الرفيعة، وهو ما تمثل في تقديم بلاغات كيدية ضدهم،
 مرة بإهانة القضاء (!)،
وتارة بالاشتغال بالسياسة،
وتارة أخرى بالانخراط في تنظيم سري.
كما تمثل في تسريب أخبار إلى الصحف تتحدث عن ضبطهم وإحضارهم إلى جانب إحالة بعضهم إلى الصلاحية للنظر في تأديبهم،
إلى غير ذلك من حملات التشويه المتعمد التي لم تبق لأولئك الرموز شيئا من الكرامة،

وكانت النتيجة أنه تم استهداف اثنين من وزراء العدل السابقين ونائب سابق لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق، ورئيس جهاز المحاسبات، وبعض نواب رئيس محكمة النقض ورؤساء محاكم الاستئناف.

 وكان المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس استئناف القاهرة والرئيس السابق لنادي القضاء أحدث ضحية لذلك الكيد الذي نشرت الصحف أنه أحيل بسببه إلى الصلاحية،
وقد سبقه المستشار الجليل محمود الخضيري المسجون حاليا على ذمة قضية غريبة اتهم فيها بالاشتراك في التعذيب.

كان أمرا مستغربا ومشينا أن يستهدف التنكيل أولئك الرموز الذين قادوا حملة الدفاع عن استقلال القضاء، ووقفوا ضد تغول السلطة واستبدادها طوال الثلاثين سنة الأخيرة على الأقل.

وبدا مدهشا ومحيرا أن يحدث ذلك في حين يرأس الدولة في الوقت الحاضر. من كان قاضيا ومستشارا يعرف قدر هؤلاء ومكانتهم.
 أما المفارقة المريبة حقا فقد تمثلت في أن بعض قضاة التحقيق الذين أحيلت إليهم البلاغات المقدمة ضد أولئك الكبار، سبق أن وجهت إليهم أصابع الاتهام في تزوير الانتخابات، ولم يبرأوا مما نسب إليهم بعد.

لم يقف الأمر عند تلك الحدود، إنما امتد التنكيل بحيث شمل نحو ١٥٠ قاضيا ممن أيدوا الثورة. فأحيلوا بدورهم إلى الصلاحية، كما أسقطت عضويتهم في نادي القضاة بالمخالفة للائحة النظام السياسي، كي لا ينافسوا غيرهم في انتخابات مجلس إدارة النادي.

 الخلاصة أن ساحة القضاء شهدت في الآونة الأخيرة حملة واسعة النطاق لتصفية الحسابات، تعددت أسبابها ومشكوك في براءتها.

ومن النماذج الصارخة على ذلك أن قاضيا في إحدى محافظات الوجه القبلي فوجئ بأنه أصبح متهما في قضية اخترعتها التقارير الأمنية، واعتبرتها تنظيما مواليا للإخوان باسم قضاة من أجل مصر،

 ولأن الرجل كان بعيدا عن القضاة الذين أيدوا الثورة، فقد أجرى اتصالات عديدة للتعرف على أسباب اتهامه، وحين وقع على من أخبره بالحقيقة آنذاك،

قيل له إنه أُقحم في القضية لسببين،
أولهما أنه نظرت أمامه قضية كان أحد مساعدي وزير العدل مدعيا فيها، وقد اتصل به مساعد الوزير لكي يضع هذه الخلفية في اعتباره، ولكن صاحبنا وجد أنه لا حق له فلم يحكم لصالحه. وهو موقف حسب عليه وسجل ضده،

 السبب الثاني أن القاضي المذكور قدر له أن يرأس لجنة انتخابية أثناء حكم الإخوان، وتصادف آنذاك أن الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان كان من المصوتين في تلك اللجنة، وحين دخل الأخير إلى القاعة فإن صاحبنا رحب به وصافحه.
 واعتبرت تلك نقطة أخرى حسبت عليه وسجلت ضده،

 وبسبب ارتكابه هاتين «الجريمتين» فإن الرجل اعتبر مغضوبا عليه، وتم تأديبه بإدراجه ضمن المتهمين في قضية قضاة من أجل مصر!

كانت تلك بعض شواهد المذبحة الدائرة في محيط القضاة، وفي حين اعتبرتها كارثة تسيء إليهم، وتشوه صورتهم فإنني لم أتوقع حدوث الأفدح حين بدا أن القضاء ذاته لم يعد في نظر كثيرين صرح العدالة وملاذ المظلومين، الأمر الذي نال من هيبته وهز الثقة فيه،

فقد فوجئنا خلال العام الأخير بأن الذين اتهموا بقتل الثوار وتعذيبهم تمت تبرئتهم في نحو أربعين قضية رفعت ضدهم.

وفي الوقت ذاته انهالت الأحكام بالغة القسوة ضد الشباب والفتيات والتي وصلت إلى السجن ١٥ و١٧ سنة لمجرد اشتراكهم في التظاهرات الطلابية،
حتى فجعنا في الحكم الأخير الذي صدر يوم الاثنين ٢٤/٣ بإعدام ٥٢٩ شخصا من قاضي محكمة جنايات المنيا، في قضية اتهم فيها ذلك العدد الضخم بقتل ضابط شرطة والشروع في قتل اثنين،

ولم يكن الحكم وحده هو الفضيحة التي دوت أصداؤها في أنحاء العالم، وإنما كانت هناك فضيحة أخرى تمثلت في أنه لم تكن هناك محاكمة أصلا،
حيث لم تتبع فيها أي من الإجراءات المقررة، من إثبات حضور المتهمين وسؤالهم، وصولا إلى سماع مرافعات الشهود والدفاع.

 إذ استغرقت الجلسة الأولى ٢٠ دقيقة فقط، ثم تم النطق بالحكم في الثانية،
وبدا أن الطريقة التي تمت بها العملية بمثابة إهدار للقانون وطعنة تهز الثقة في العدالة، وتكاد تنهي عصر القضاء في مصر،
عبرتّ عن ذلك تعليقات عدة فاعتبرتها منظمة العفو الدولية حدثا غير مسبوق في التاريخ المعاصر.
وكررت هيومان رايتس ووتش الملاحظة ذاتها.
وكتب الزميل الصحفي المعروف عبدالبارى عطوان قائلا: إن الحكم أطلق رصاصة الرحمة في رأس القضاء، وإن مصر أصبحت مقبلة على عهد المشانق، وإنه بمثابة دعوة صريحة للعنف والحرب الأهلية.

أثناء الثورة في عام ٢٠١١، ظهر بين القضاة اتجاهان،
 الأول اعتبر ثوار ميدان التحرير «رعاع»، على حد تعبير أحدهم على شاشة التلفزيون،
أما الثاني فقد انحاز إلى الثورة، وانضم إلى الجموع المحتشدة في الميدان.

 لكن الأمور تغيرت بعد ٣٠ يونيو، ورجحت كفة الأولين في ظل نظام ٣ يوليو، وهي خلفية استحضرتها في الآونة الأخيرة.
 الأمر الذي استدعى عندي السؤال التالي:
هل نحن بصدد تصفية حسابات مع القضاة الوطنيين فقط،
 أم إنها أيضا تصفية حسابات مع «الرعاع» والذين قاموا بثورة ٢٥ يناير؟

يسألونك عن الفساد – فهمي هويدي

أﺟراس اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﺟدد إطﻼﻗﮭﺎ رﺋﯾس ﺟﮭﺎز اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻟم ﺗﺟد اﻟﺻدى اﻟذي ﺗﺳﺗﺣﻘﮫ رﻏم ﺧطورﺗﮭﺎ.
 اﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣن ذﻟك ﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﻣﻌدودة، أﺑرزھﺎ ﻣﺎ ذﻛره اﻷﺳﺗﺎذ ﻧﺟﺎد اﻟﺑرﻋﻲ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ واﻟﺣﻘوﻗﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾدة «اﻟﻣﺻري اﻟﯾوم» (ﻋدد 21/3) وأﻛد ﻓﯾﮫ اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر ھﺷﺎم ﺟﻧﯾﻧﺔ،
 ﻛﻣﺎ ﻟﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎه إﻟﻰ أﻧﮫ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﻣﺎ ذﻛره ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﺧطﯾرة وﻣﺛﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻸ ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺷروق (ﯾوﻣﻲ 18 و19/3) ﻓﺈن اﻟرﺟل اﺳﺗدﻋﻰ ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﮫ ﻓﻲ أﻣر آﺧر، ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺑطﻧﺔ ﺗﮭدده وﺗﺗوﻋده.

ﻋﻧدي ﻛﻼم ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع أﺳﺟﻠﮫ ﻣن ﺑﺎب اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ واﻟﺗذﻛﯾر وأﻟﺧﺻﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:

أن ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ ﻣﺻر أﻛﺑر وأﻗوى ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺻور.
ذﻟك ان ﻧﻣوھﺎ وﺗﺷﻌب أطراﻓﮭﺎ وﺗﻌدد ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ طوال أرﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓرض ﻟﮭﺎ ﻛﯾﺎﻧﺎ ﻟﮫ أﻗداﻣﮫ اﻟراﺳﺧﺔ وﺟذوره اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ، وھو ﻣﺎ وﻓر ﻟﮭﺎ رﺻﯾدا ﻣن اﻟﺟرأة ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﺗﺣدي واﻟﻣﻧﺎزﻟﺔ،
 ﺑل إﻧزال اﻟﻌﻘﺎب ﺑﻣن ﯾﺣﺎول اﻋﺗراض طرﯾﻘﮭﺎ وﻣﺎ ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﻧﻛﯾل ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺷﺎر ﺟﻧﯾﻧﺔ وﺣﻣﻼت اﻟﺗﺷوﯾﮫ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﮭدﻓﮫ إﻻ ﻣن ﺗﺟﻠﯾﺎت ذﻟك اﻟﻣﺳﻌﻰ.

ﻟذﻟك أزﻋم أن اﻟرﺟل إذا أﺻر ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻔﮫ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﺻدى ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻔﺳﺎد، ﻓﺈﻧﮫ ﻟن ﯾﺳﻠم ﻣن اﻟﺗطﺎول واﻷذى.

أن اﻟرﺟل أﺻﺑﺢ ﯾﺧﺎطب اﻹﻋﻼم ﻣﺣﺎوﻻ وﺿﻊ اﻟﺣﻘﺎﺋق أﻣﺎم اﻟرأي اﻟﻌﺎم، ﺑﻌدﻣﺎ أدرك أن ﻣﺧﺎطﺑﺗﮫ ﻷﺟﮭزة اﻟدوﻟﺔ ﻟم ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾرﺟوھﺎ.
ذﻟك ان ﺑﻌض اﻷﺻداء اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﺎھﺎ ﻛﺎﻧت دون اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﺗوﻗﻌﮫ، ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻋدة ﻟم ﯾﺗﻠق أي أﺻداء، ﺣﯾن وﺟﮫ رﺳﺎﺋل ﺑوﻗﺎﺋﻊ ﻣﻌﯾﻧﺔ طﻠب اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﮭﺎ، إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺗﻠق ردا ﻣن اﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻧﺎھﯾك ﻋن أن ﻣوظﻔﻲ ﺟﮭﺎز اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت ﻣﻧﻌوا ﻣن أداء واﺟﺑﮭم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.

أن إﺣدى اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﺿد ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻔﺳﺎد أن أطراﻓﮭﺎ ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾنواﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ. اﻟذﯾن ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮭم ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺻدى ﻷي ﻋدوان ﻋﻠﯾﮫ.

وذﻟك أوﺿﺢ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﻠف اﻟﺛروة اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ واﻷراﺿﻲ اﻟﺟدﯾدة. إذ ﻓﻲ ﺣﯾن أن أﻏﻠب اﻟﺗوﺳﻌﺎتاﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ ﻗﺻد ﺑﮭﺎ ﺗوﻓﯾر اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻷﺟﯾﺎل اﻟﺟدﯾدة وﻣواﻛﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ أﻋداد اﻟﺳﻛﺎن،
ﺗﺑﯾن أن اﻟذﯾن اﺳﺗﺄﺛروا ﺑﺎﻷراﺿﻲ اﻟﺟدﯾدة ھم اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺗﻣﯾزة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن أي ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻛن.

وھؤﻻء أرادوا ان ﯾدﺧﻠوا إﻟﻰ ﻋﺎﻟم اﻟﺛراء ﻣن ذﻟك اﻟﺑﺎب، وﻟم ﺗﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻘﺻورة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻷن اﻟذﯾن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻷراﺿﻲ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟذي ﺧﺻﺻﮭﺎ ﻟﻐﯾرھم، اﺷﺗروھﺎ ﺑﺄﺛﻣﺎن ﺑﺧﺳﺔ ﺿﯾﻌت ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻠﯾﺎرات اﻟﺟﻧﯾﮭﺎت.

وﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ أراﺿﻲ اﻟﺣزام اﻷﺧﺿر ﺑﻣدﯾﻧﺔ أﻛﺗوﺑر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك، ﻓﺣﯾن ﺧﺻﺻت ھﯾﺋﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌﻣراﻧﯾﺔ 15.614 ﻓداﻧﺎ ﻟﺷرﻛﺔ 6 أﻛﺗوﺑر اﻟزراﻋﯾﺔ، ﻓﻘد ﺗم ﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
 3400 ﻓدان ﻟﻠﮭﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ (أﻋﺿﺎء ﻧﺎدي اﻟﻘﺿﺎة واﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠون ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ)،
3900 ﻓدان ﻟﺿﺑﺎط أﻣن اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎھرة واﻟﺟﯾزة،
 9314 ﻓداﻧﺎ ﻟﺷرﻛﺔ 6 أﻛﺗوﺑر،
وﺣﺳب اﻟﺗﻘرﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻠﺟﮭﺎز ﻓﺈن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺧﺳرت ﻓﻲ ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﺣو 4 ﻣﻠﯾﺎرات ﺟﻧﯾﮫ.

ﻟﯾﺳت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻘﺻورة ﻋﻠﻰ اﻟﻌدوان اﻟذي ﺗﻣﺎرﺳﮫ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض أﻧﮭﺎ ﺗﺣرس اﻷﻣن واﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣﺻر. واﻧﻣﺎ ﻟﮭﺎ وﺟﮭﺎ آﺧر ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ھؤﻻء ﺑﺄداﺋﮭم ﯾﻘدﻣون ﻧﻣوذﺟﺎ ﯾﺣﺗذﯾﮫ اﻵﺧرون،
 اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻧﮭم ﻻ ﯾﻣﺎرﺳون اﻟﻔﺳﺎد ﻓﺣﺳب وإﻧﻣﺎ ﯾﺷﯾﻌوﻧﮫ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس أﯾﺿﺎ.
وﻣن ھذه اﻟزاوﯾﺔ ﻓﺈﻧﮭم ﻻ ﯾﺻﺑﺣون ﻣﺟرد أﻓراد أو ﺟﮭﺎت ﺿﺎﻟﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺳﺎد، وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣوﻟون إﻟﻰ «ﺑؤر» ﺗروج ﻟﮫ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس.

ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻔﺻل ﺑﯾن ﺿﻠوع ﺷراﺋﺢ واﺳﻌﺔ ﻣن ﻧﺧب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﺋﺎﺗﮫ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟﻔﺳﺎد وﺑﯾن ﻏﯾﺎب اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر.
 إذ طﺎﻟﻣﺎ ﺑﻘﯾﺔ أﺟﮭزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺗﺣت ﺳﻠطﺎن اﻟدوﻟﺔ.
وطﺎﻟﻣﺎ ظل اﻟﺑرﻟﻣﺎن (إن وﺟد) ذراﻋﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ وﻟﯾس رﻗﯾﺑﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ (ﻛﻣﺎ ﻛﺎن طوال اﻷرﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ)

وإزاء ھﺷﺎﺷﺔ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ وﺗﺣوﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣن اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن، ﻓﺈن اﻟﻔﺳﺎد ﯾﺻﺑﺢ ﻣطﻠق اﻟﯾد وﺑﻐﯾر ﺣدود.
وإذا ﺻﺢ ذﻟك ﻓﮭو ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻔﺳﺎد واﻻﺳﺗﺑداد ﻣﺗﻼزﻣﺎن، وأن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻻ ﺗﺟﺗث اﻟﻔﺳﺎد ﺣﻘﺎ، وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗوﻓر أﻓﺿل اﻟﺳﺑل ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺗﮫ واﻟﺣد ﻣن ﻣداه.

ﺑﺳﺑب ﻣن ذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ان ﻧطﻣﺋن إﻟﻰ ﻗدرة ﻣؤﺳﺳﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدى ﻟﻠﻔﺳﺎد ﻓﻲ ﻣﺻر، ﻷن اﻟﻣﮭﻣﺔ أﺛﻘل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن أن ﯾﻧﮭض ﺟﮭﺎز اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت ﺑﻌدﻣﺎ ﺗﺻﺎدف أن ﺗرأﺳﮫ ﻗﺎٍض ﻧزﯾﮫ اﺧﺗﺎر أن ﯾﻐﺎﻣر ﺑﺧوض ھذه اﻟﻣﻌرﻛﺔ.
 وﻣﺎ ﻟم ﺗﻘف اﻟﺳﻠطﺔ إﻟﻰ ﺟواره ﻓﺈﻧﻧﻲ أﺷك ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻓﯾﮭﺎ.

إﻧﻧﻲ ﻻ أرﯾد أن أﻗﻠل ﻣن ﺷﺄن اﻟﺟﮭد اﻟذي ﯾﺑذﻟﮫ ﺟﮭﺎز اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت، ﻟﻛﻧﻧﻲ أرﯾد أن أﻗول إن ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﯾﻧﺑﻐﻰ أن ﺗﻛون ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻟﯾﺳت ﻣﮭﻣﺔ أي ﺟﮭﺎز رﻗﺎﺑﻲ وﺣده.

وإﻟﻰ أن ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﻓﺈن دور ﺟﮭﺎز اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت ﺳﯾظل ﻣﺣﺻورا ﻓﻲ اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻔﺿﺢ اﻟﻔﺳﺎد وﻟﯾس ﻟوﻗف اﻧﺗﺷﺎره واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﮫ.

وﺗﻠك ﻣﮭﻣﺔ ﻣطﻠوﺑﺔ ﻻ رﯾب، ﻷﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣواطن اﻟداء ﺑﻣﺎ ﯾﻛﺷف ﻣﺻﺎدره وﯾﻣﮭد اﻟطرﯾق إﻟﻰ ﻋﻼﺟﮫ إذا ﻣﺎ ﺗواﻓرت اﻹرادة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟذﻟك.

3 آلاف ميجا عجزًا في توليد الكهرباء.. ومصدر: استخدام الفحم في التوليد مسألة وقت

تفاقمت أزمة الانقطاعات الكهربائية التي تشهدها القاهرة وبعض المحافظات حيث وصل عجز قدرات التوليد لأكثر من 3 آلاف ميجاوات فيما اتفق وزيرا الكهرباء والبيئة على إطلاق حملة قومية للترشيد بدءاً من مايو المقبل، تتضمن حملات ومبادرات لتوعية المواطنين بضرورة العمل على ترشيد استهلاكهم من الكهرباء.
وامتدت ساعات الذروة التي يزيد فيها الاستهلاك، الأحد، لأكثر من 6 ساعات متواصلة، من الساعة 6 مساءً إلى منتصف الليل.
من جانبه، استقبل الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة، الدكتورة، ليلى إسكندر، وزيرة الدولة لشؤون البيئة، بحضور قيادات الوزارتين لاستعراض الخطوات والإجراءات التي تم اتخاذها والخطوات المقترحة مستقبلياً في مجال ترشيد استهلاك الكهرباء.
وقال مصدر بالوزارة، إن الاجتماع لم يتطرق إالى استخدام الفحم في توليد الكهرباء، وإن مجلس الوزراء أنهى الجدال، بالموافقة على استيراد الفحم للمصانع وغيرها من الاستخدامات مع إلزام المستخدمين للفحم بتطبيق المعايير البيئية الأوروبية، وأشار إلى أن استخدام الفحم في التوليد أصبح مسألة وقت.
من جانبه، أشار وزير الكهرباء إلى أن التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في تحقيق هدفه من توفير التغذية الكهربائية لكل مواطن، وقال إن القطاع يهدف إلى ترشيد الطاقة الكهربائية المستهلكة بنسبة تصل إلى 20% خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن القطاع بصدد الإعداد لمبادرة مصرية موسعة ومدروسة بالتعاون مع قطاع البترول وشركات القطاع الخاص لنشر الوعي حول أهمية الترشيد وسبله بين كل فئات وأطياف الشعب ودعم التحول إلى ثقافة الترشيد لتصبح سلوكاً ينتهجه كل مصري للحفاظ على مصادر طاقة بلده.
تم خلال الاجتماع استعراض تطور سير العمل بمشروع المبادرة المصرية للحفاظ على الطاقة التي وضعت خفض الطاقة المستهلكة بنسبة 20% هدفاً لها من خلال توعية بأزمة الطاقة التي تمر بها مصر حالياً ودور كل مواطن للمساهمة في تخطي هذه الأزمة، وقالت وزيرة البيئة إن وزارتها تعمل بالفعل في تنظيم مثل هذه الحملات والمبادرات لتوعية المواطنين، حيث من المنتظر أن يتم بدء إطلاق هذه المبادرة من مايو 2014.
المصدر : المصرى اليوم

الإعصار القادم: نحن نزرع وإسرائيل تحصد - فهمى هويدى


بعض الذي تزرعه السلطة في مصر هذه الأيام تحصده إسرائيل على الفور.
(1)
ما إن ذاع قرار محكمة الأمور المستعجلة في القاهرة بحظر نشاط حركة حماس حتى ترددت الأصداء بسرعة في تل أبيب.

وقال النائب الليكودي يورام ليفين رئيس كتلة الائتلاف الحاكم في الكنيست إن قرار المحكمة المصرية يعد سابقة ينبغي أن تستند إليها إسرائيل في تعاملها مع كل مؤيدي حماس في الداخل.

وأضاف في تصريحات نقلتها القناة الأولى في التلفزيون مساء الأربعاء 5/3 أن إسرائيل باتت مطالبة بتغيير بنيتها القانونية لمحاربة أعدائها. تماما كما تفعل السلطات المصرية، منوها إلى أنه يتعين منع ممثلي فلسطين عام 48 من التعبير عن تطلعاتهم القومية.

وهاجم ليفين الجهاز القضائي «الإسرائيلي»، لاسيما المحكمة العليا التي تحكم بعدم دستورية بعض القوانين الهادفة لمحاربة النخب السياسية لفلسطينيي 48 بصفتها قوانين «تمس حقوق الإنسان»، وطالب بالاستفادة من تجربة القضاء المصري في إيجاد «العوائق القانونية التي تقلص القضاء أمام الإرهاب».

تصريحات ليفين جاءت بعد ساعات من ظهور ما كتبه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان على صفحته على الفيس بوك عندما طالب بطرد ممثلي فلسطينيي 48 في الكنيست، معتبرا أنهم يمثلون حركة حماس، رغم أن معظمهم يمثلون قوى علمانية وشيوعية. وتعهد ليبرمان بالعمل على عدم السماح بتمثيل فلسطينيي 48 في الكنيست.

النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة رد على تصريحات ليبرمان وليفين، قائلا: «نحن أبناء هذا البلد ووجودنا فيه هو الطبيعي، في حين أن ليبرمان وليفين هما اللذان قدما من وراء الحدود».

وفي تصريحات للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، وجه زحالقة حديثه لليبرمان، قائلا: «لقد أتيت من روسيا، وبإمكانك أن ترجع إلى هناك، حيث إنك لن ترى هناك العرب الذين تبغضهم».

في ذات السياق، توقع معلق الشؤون العربية في صحيفة «هاآرتس» تسفي بارئيل أن يكون قرار المحكمة المصرية مقدمة لقرار قضائي لاحق يقضي باعتبار حركة حماس حركة إرهابية بحكم القانون، متوقعا أن يفضي الأمر إلى تأكيد زعزعة شرعية حركة حماس في مصر.

وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر يوم الأربعاء (5/3)، اعتبر بارئيل أن القرار يعكس في الواقع «الحضيض» الذي وصلت إليه العلاقات بين الجانبين. مضيفا أن من شأنه أن يلزم الدولة المصرية بعدم السماح بدخول أعضاء حماس إلى مصر.

وأكد بارئيل أن الحصار الذي يفرضه الجيش المصري على غزة يكمل الحصار، الذي تفرضه «إسرائيل»، مشيراً إلى أنه لا يتم فتح المعبر إلا ثلاثة أيام كل أسبوعين، علاوة على عدم السماح بدخول وفود التضامن المختلفة من دخول القطاع، إلى جانب الحرص على تدمير الأنفاق التي تستخدم في نقل البضائع والأموال للقطاع.

تعددت الأصداء اليومية في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما لا يتسع المجال لذكره. ورغم أنها لم تبتعد كثيرا عن الأجواء التي سبقت الإشارة إليها، فإنني توقفت عند أربعة منها هي:
قول موشيه ارينز وزير الدفاع الأسبق إن الحرب التي تشنها مصر على حماس تقلص حاجة إسرائيل إلى شن حرب مستقبلا على غزة.
ما ذكرته شيمرين مائير مراسلة الشؤون العربية لمحطة الراديو «غالي تساهال» من أن قرار حظر حماس يشير إلى أن القيادة المصرية القادمة ستنجح في تحقيق ما فشل فيه آخرون، بما في ذلك دولة إسرائيل.

نقلت صحيفة هاآرتس في عددها الصادر في 8/3 نقلا عن أحد أعضاء مركز البحوث الإستراتيجية في القاهرة ــ لم تذكر اسمه ــ قوله إن النظام الحاكم في مصر لن يعارض أي عملية من شأنها المساس بحركة حماس أو حركة المقاومة في غزة.

كشف أوري سيجل المراسل السياسي للقناة الثانية أن الرئيس أوباما طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه الأخير معه في واشنطن بأن التطورات التي طرأت في مصر منذ عزل الدكتور محمد مرسي تصب في صالح إسرائيل.

وخلال تقرير عرضته القناة ذاتها في 4/3 أشار سيجل، الذي رافق نتنياهو إلى أن الرجلين اتفقا على دعم السلطة القائمة في مصر في مواجهة «القوى المتطرفة».
(2)

القرار السعودي يحسن البيئة الإستراتيجية لإسرائيل بشكل غير مسبوق. هكذا قال الجنرال عاموس بادلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في تعليقه على قرار المملكة باعتبار الإخوان المسلمين حركة إرهابية، تضامنا مع مصر في موقفها. وخلال مشاركته في برنامج «يومان» الذي بثته القناة التلفزيونية الأولى مساء الجمعة 7/3 أضاف أن الخطوة السعودية تعد قرارا تأسيسيا يفتح الباب على مصراعيه على تحولات «إيجابية جدا» تسهم في تضييق الخناق على الأطراف، التي تمثل تهديدا لإسرائيل.

الجنرال بادلين الذي يرأس حاليا «مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي» قال أيضا إن القرار السعودي يؤكد عزم المملكة على مساندة السلطة القائمة في مصر، والتزامها بتوفير الظروف التي ضمن بقاءها. وهو ما يمثل مصلحة إستراتيجية من الطراز الأول لإسرائيل.

في ذات السياق رحب دوري جولد كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالقرار السعودي. وتوقع في حوار بثته الإذاعة العبرية مساء الجمعة ذاتها أن يسفر ذلك عن تكثيف الحصار على المقاومة الفلسطينية خصوصا في غزة، من خلال قطع الطريق على وصول أي تمويل مالي إليها.

أضاف جولد: «رغم أن السعودية ودول الخليج قطعت شوطا طويلا في تقييد تحويل الأموال من الخليج لقطاع غزة، فإننا نزال نأمل أن يسفر القرار الأخير عن سد جميع منافذ الدعم المالي للقطاع».

واعتبر أن الإجراءات السعودية ضد المقاومة في قطاع غزة تتكامل مع الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة في مصر، التي نشطت في تدمير الأنفاق، الأمر الذي قلص فرص وصول السلاح والعتاد الحربي للمقاومة في القطاع، أضاف في هذا الصدد قوله إنه: حين توقف السعودية التمويل المالي فإن ذلك يؤدي إلى إلحاق ضربة قوية للمقاومة الفلسطينية.

في الوقت الذي احتفت فيه عناصر النخبة في إسرائيل بالتحولات الحاصلة في العالم العربي دعت أصوات أخرى إلى الحذر من الاستسلام للتفاؤل.

وهو ما عبر عنه عمير رابيورت المعلق العسكري لصحيفة «معاريف» في مقال نشر يوم 7/3. إذ نقل عن مصدر استخباري وصفه بأنه كبير جدا تحذيره من حقبة الاعتماد على تلك التحولات، التي تصب في صالح الدولة العبرية، قوله إن العالم العربي بات يشهد تحولات هائلة وكبيرة جدا، وما كان منها يحدث في سنين أو عدة عقود بات يحدث في أيام وربما ساعات.

أضاف المصدر الاستخباري الكبير قوله إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تركن إلى الرمال المتحركة في الشرق الأوسط، حيث لا يستبعد أن تنقلب الأمور في زمن قياسي ضد الأنظمة وضد إسرائيل. وطالب بلاده باليقظة والحذر، ودعا إسرائيل إلى إعداد الخطط اللازمة لمواجهة كل السيناريوهات، التي تترتب على وقوع مختلف الاحتمالات.
(3)
هل ستتكفل المصالح بتجسير الهوة بين إسرائيل والسعودية؟ ــ السؤال كان عنوانا لمقالة نشرتها صحيفة «إسرائيل اليوم» في 22 ديسمبر 2013. وتكمن أهميتها ليس فقط من خطورة مضمونها، ولكن أيضا من كون كاتبها هو دوري جولد كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد تلقيت ترجمة لها من الدكتور صالح النعامي خبير الشؤون الإسرائيلية.

إضافة إلى تحليله الخاص فإن دوري جولد استعان بشهادة كان قد سجلها بروس رايدل أحد خبراء المخابرات المركزية الأمريكية، الذين تخصصوا في شؤون الشرق الأوسط، وذكر فيها أنه في بعض الأحيان كانت حسابات المصالح تجمع بين إسرائيل والسعودية في مربع واحد.

دلل على ذلك بما حدث أثناء وجود الجيش المصري في اليمن لمساندة ثورته ضد الموالين لنظام الإمامة المدعومين من السعودية. ذلك أن رئيس المخابرات السعودية آنذاك كمال أدهم رتب اتصالا مع الإسرائيليين، بمقتضاه نقلت الطائرات الإسرائيلية إلى الموالين للإمامة عتادا ومساعدات بين عامي 1964و1966.

تتبع الكاتب ما وصفه بالبراجماتية السعودية في التعامل مع إسرائيل، في فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي أجاز مصالحة إسرائيل إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين. وفي تحولات السياسة السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر، وصولا إلى موقفها من الرئيس العراقي صدام حسين وإزاء الثورة الإيرانية حيث أدرك البلدان أنهما باتا يقفان في صف واحد.

في هذا السياق نجد تقريرا نشرته النسخة العبرية لصحيفة جيروزاليم بوست في 3/1/2014 حول دور السفير السعودي في واشنطن في نسج العلاقات السرية مع تل أبيب.

كتب التقرير يوسي ميلمان المختص بالشؤون الاستخبارية وقضايا الأمن القومي، وتحدث فيه في اللقاءات السرية التي يعقدها السفير السعودي عادل الجبير مع قادة المنظمات اليهودية في واشنطن. في هذا الصدد ذكر التقرير أن العلاقة الوثيقة بين الجبير وقادة تلك المنظمات تعكس التقارب الكبير، الذي حدث مؤخرا بين إسرائيل والسعودية، مشيراً إلى أن ذلك التقارب يتمثل في نقل الرسائل والتنسيق واللقاءات المكثفة بين مستويات تنفيذية في كل من تل أبيب والرياض.

وقد أصبحت تلك اللقاءات بمثابة تقليد مستقر أرساه السفير السعودي السابق الأمير بندر بن سلطان، الذي لا يزال على صلة حميمة بقادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة.

من الملاحظات التي أبداها ميلمان أن السفير الجبير صار يوجه انتقادات علنية لسياسة الرئيس أوباما في اجتماعاته مع قياديي المنظمات اليهودية، وأن تلك الانتقادات تلقى ترحيبا من دوائر رئيس الوزراء الإسرائيلي، خصوصا أنها مما لا تجرؤ الحكومة الإسرائيلية على توجيهه نظرا لطابعها الحاد وغير الدبلوماسي. في هذا الصدد نوه الصحفي الخبير إلى أنه يستشف من أحاديث السفير السعودي أن الرياض تعتبر أن الولايات المتحدة «خانتها» بسبب تقاربها مع إيران، وترددها في دعم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
(4)
هذه بعض مقدمات وخلفيات الإعصار الذي تلوح نذره في فضاء المنطقة في الوقت الراهن، وكلها تشير إلى أنها بصدد الدخول في طور جديد تنقلب فيه الأولويات وتشيع فيه الفوضى التي تسعى إلى تفكيك العالم العربي وإزالة آثار الربيع الذي أحدث زلزالا في جنباته، وإذا لاحظت أن الدول التي ناصبت الربيع العربي العداء منذ لحظاته الأولى هي ذاتها تقود تحولات المنطقة في الوقت الراهن، فإن ذلك سيعد مؤشرا يمهد للإجابة على السؤال: إلى أين نحن ذاهبون؟ نواصل في الأسبوع المقبل بإذن الله.

صحة الانقلاب تحذر من عقارين للأطفال بعد خطأ التصنيع

صحة الانقلاب تحذر من عقارين للأطفال بعد خطأ التصنيع

حذر منشور صادر عن الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بوزارة الصحة بحكومة الانقلاب، من تداول عقاري "أبيمول" شراب، التشغيلة رقم "A505808" المستخدم كخافض للحرارة ومسكن للاطفال، والعقار "فينتولين" شراب، التشغيلة رقم "a506076" الذي يستخدم كموسع للشعب الهوائية للأطفال.
وأكد المنشور ، أن التحذير من تداول العقارين سببه حدوث خطأ فني في تصنيع كلا النوعين، أدى إلى مزج مواد أخرى بالمادة الفعالة غير المفترض مزجها، ما يشكل خطورة على الأطفال المستخدمين لهذه العقاقير.
وكشف، عن مزج مادة "الصوديوم سلفات" بالمادة الفعالة بدلًا من "بوتاسيوم سترات"، موضحة أنه تم إرسال نسخة من المنشور التحذيري للشركة المنتجة مالكة المستحضر، وشركات التوزيع لتجميد الأرصدة الموجوده لديهم وارتجاع ما تم بيعه للصيدليات إلى مخازن الشركة بجميع محافظات مصر، فضلًا عن إبلاغ إدارات الصيدلة بمديريات الشؤون الصحية بالمحافظات بالأرصدة المتاحة من العقاقير والمرتجعات.
المصدر : رصد

عبد الله محارب مدير عام «الألكسو» فى ندوة بـ «الأهرام»:30 يونيو صححت المسار وأنقذت المنطقة من كارثة مفزعة

د. عبد الله محارب مدير عام «الألكسو» فى ندوة بـ «الأهرام»:30 يونيو صححت المسار وأنقذت المنطقة من كارثة مفزعة
أعدها:مـحمــد مـطــر ــ إبراهيــم السخـاوى
0

من الثقافة والإبداع إلى السياسة والاقتصاد، ومن التنمية والتطوير، إلى التربية والتعليم، تاريخ وتراث، آداب وعلوم، تكنولوجيا وأبحاث، تلك كانت أبرز مفردات الندوة التى احتضنها «الأهرام» أخيرا وكان ضيفها د. عبد الله محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الذى يحاول جاهدًا زرع بذور الثقافة والإبداع فى عالم ملىء بالقضايا والتداخلات..

أشار إلى أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة صححت مسار الأمة ولم تنقذ مصر فحسب بل المنطقة بأكملها من كارثة مفزعة. وهاجم جماعة الإخوان وربطهم بالإرهاب ووصفهم بأنهم خوارج العصر الحديث، مشيرًا إلى أن العنف والتفجيرات بعيدان كل البعد عن ثقافة وسماحة الشعب المصرى الذى يحتضن الأزهر منذ مئات السنين، واصفًا إياه بأنه رمز التسامح والوسطية والاعتدال والفهم الصحيح للدين الإسلامى ومؤكدًا أن مصر ستعبر بإذن الله محنتها، ودعا الدول العربية إلى إطلاق مشروع مارشال عربى لمساعدة مصر فى قطاع التعليم.. وإلى تفاصيل الندوة:
الأهرام: دعنا نتحدث عما هى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»..؟ الأهمية والغاية؟
محارب: هى وكالة متخصصة مقرها تونس تعمل فى نطاق جامعة الدول العربية وتعنى أساسًا بتطوير الأنشطة المتعلقة بمجالات التربية والثقافة والعلوم على مستوى الوطن العربى وتنسيقها وقد تم الإعلان رسميًا عن نشأتها بالقاهرة فى 25 يوليو 1970 وعندما انتقلت الجامعة العربية إلى تونس بعد اتفاقية «كامب ديفيد» ثم عادت إلى القاهرة مرة أخري، ظلت «الألكسو» ضمن عدة منظمات عربية فى تونس، والغاية الأولى من إنشائها هو التمكين للوحدة الفكرية بين أجزاء الوطن العربى عن طريق التربية والثقافة والعلوم ورفع المستوى الثقافى العربى حتى يقوم بواجبه فى متابعة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها، وفى هذا الإطار تنهض «الألكسو» بجملة من المهام من أبرزها العمل على رفع مستوى الموارد البشرية فى البلاد العربية وتنمية اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية داخل الوطن العربى وخارجه ومد جسور الحوار والتعاون بين هذه الثقافة والثقافات الأخرى فى العالم.
الأهرام: وهل حققت «الألكسو» الهدف والغاية من وجودها؟
محارب: كانت مهمتها منذ البداية الاهتمام بتنمية وتطوير الإنسان العربى عن طريق العلم والثقافة، إلا أنه ـ وبكل أسف ـ لم تتحقق الأهداف التى أنشئت من أجلها، وهذا بالطبع يرجع لارتفاع معدل الأمية فى الوطن، نحن لا نخجل من الاعتراف بأن الأمة فى تخلف واضح الآن والتقدم المنشود المرجو يكمن فى بناء الإنسان العربى وليس بناء القصور والأبراج الشاهقة والصرح والبنيان الذى نريده لن يأتى إلا عن طريق التربية والتعليم.
الأهرام: يلعب الاقتصاد دورًا مهما فى تحسين التعليم إلى أى مدى يؤثر ذلك على الدول العربية.. وفى تقديرك متى سنصل إلى المستوى المنشود فى جودة التعليم؟
محارب: إذا بدأنا الآن وانطلقنا فى الطريق الصحيح فلا يمكن أن نحقق شيئًا ملموسًا إلا بعد 30 سنة من الآن وحينها سنرى أجيالاً أفضل رمع الأسف لدينا دول عربية غنية وتملك أموالاً طائلة لكنها تعانى مشكلات فى التعليم تتمثل فى الكثافة الطلابية فى الفصول وأنا لا ألتمس لهذه الدول عذرًا، لدينا فى الوطن العربى بشكل عام اهتمام بالنتائج السريعة، وإذا تطرقنا لوضع التعليم فى مصر نجد أنها عانت طوال السنوات الماضية من إهمال التعليم بالرغم من امتلاكها لموارد وثروات غنية إلا أنها لم تستغل الاستغلال الأمثل، نعلم جميعًا أن مصر تمر بمرحلة صعبة ومن هنا أدعو جميع الدول العربية للتكاتف والتضامن مع مصر للخروج من هذه المرحلة لأن البعض كان يريد الفتك بمصر لكن الله يحفظها دائمًا وينجيها لأنها قلب العروبة وهى عمود الخيمة العربية.
ومن هذا المنبر الإعلامى المهم أدعو لمشروع مارشال لمصر للاسهام فى تطوير التعليم وذلك على غرار مشروع مارشال الأوروبى بعد الحرب العالمية الثانية.
الأهرام: خلال فترات سابقة كان هناك تعاون ملحوظ بين «الألكسو» و«الأزهر الشريف» هل هناك أفكار لإعادة مثل هذا التعاون؟
محارب: أنا شخصيًا خريج معاهد أزهرية حيث كان الأزهر يشرف إشرافًا كاملاً وقتها على المعاهد الدينية بالكويت، واعلم أن الأزهر هو ممثل الوسطية للإسلام ورمز الاعتدال والتسامح والفهم الصحيح للدين الإسلامي، لذا يندر أن تجد خريج أزهر ينضم لإحدى الفئات الإرهابية الذين يستغلون الدين لباسًا يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الشخصية الخاطئة مسيئين لصورة الإسلام العظيم، هؤلاء هم خوارج العصر. ونحن نرحب بأى تعاون وتنسيق بين «الألكسو» والأزهر فهناك الكثير من القضايا يمكن أن نتعاون فيها لإيجاد حلول لها فى إطار الصالح العام.
الأهرام: بماذا تفسر ما حدث أخيرا من تفجيرات إرهابية حطمت بعض مقتنيات متحف الفن الإسلامى بالقاهرة؟
محارب: مناظر بشعة تلك التى شاهدتها حيث معاول الهدم السوداء وألسنة اللهب الهوجاء التى تحاول تحطيم والتهام ما تطوله من تراث مصر حيث متحف الفن الإسلامى الذى هو أكبر متحف إسلامى فى العالم ويضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورًا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس لا تقدر بثمن هذه القطع الأثرية، لم يكن الاعتداء فقط على المتحف ولا على الدماء الزكية التى سفكت ولا على الأطراف الآدمية التى قطعت ولا على جثامين الضحايا التى تفحمت بل كان الاعتداء على تاريخ وهوية وسماحة وأصالة الشعب المصرى، الذى هو بعيد كل البعد عن العنف والتدمير والقتل، ما يحدث فى مصر هو بعيد عن طبيعة وثقافة أهل مصر، إن البعض لا يفهم معنى الديمقراطية ولا يتقبل الآخر ولا يقيم معه حوارا، كيف يلبس إرهابى انتحارى حزاما ناسفا للقتل ويقول الله أكبر؟! هم يريدون إعادة مصر إلى الوراء لكن ثورة 30 يونيو صححت المسار ولم تنقذ مصر فحسب بل أنقذت المنطقة بأكملها من كارثة كبري، كنت فى الكويت خلال هذا الحدث الإرهابى وتحدثت مع المنظمة فى تونس معربًا عن التزامنا بتعبئة جميع خبرات وتجارب «الألكسو» من أجل إعادة بناء المتحف وترميم مبانيه ومحتوياته التى تعرضت للأضرار وقمنا من خلال المنظمة بتخصيص معونة عاجلة عبارة عن مبلغ 25 ألف دولار ونحن ندعو جميع الدول لإظهار روح التضامن لدعم الأنشطة الرامية إلى إعادة بناء المتحف وترميم صالاته ومعروضاته لأن هذا التراث إنما هو جزء من التاريخ العالمى للإنسانية الذى يتشارك فيه الجميع ومن ثم يجب علينا أن نبذل كل ما فى وسعنا من أجل حمايته وصونه.
الأهرام: تبدو العلاقات العربية غير مترابطة أو منسجمة تحديدًا خلال الفترة السابقة هل من أفكار لدى المنظمة لطرح مقاربات فكرية وأطروحات ثقافية تعمل من أجل مزيد من الترابط واللحمة العربية؟
محارب: بالفعل نحن نرى عدم التواصل بين مشرق الوطن العربى ومغربه ونعمل جاهدين لمزيد من الإسهامات الفكرية، سوف نطرح قضية من قضايا الفكر كل فترة زمنية محددة وذلك لفتح حوار بين المبدعين وأهل الفكر والرأى، نريد مزيدا من تبادل الأفكار والتصورات، سوف نقوم أيضًا بإقامة «صالون ومحاضرات الألكسو» وستكون بصفة دورية ربما تكون شهريًا وتنتقل بين بلد إلى آخر من أجل تقريب دول المشرق العربى بمثيلاتها بالمغرب العربى، وهذا سيتم باختيار مجموعة من عمالقة الفكر والأدب الذين لهم مكانة دولية مرموقة لإلقاء محاضرات خارج حدود دولهم وذلك كى تتعرف الدول الأخرى عن الأفكار الجديدة والمختلفة.
الأهرام: الحديث عن العلاقات بين المشرق والمغرب العربى يدفعنا لطرح أسئلة حول حوار الحضارات والثقافات الأخرى.. كيف يمكن تفعيل وتطوير الحوار مع الآخر؟.
محارب: لقد أصبح من الضرورى اليوم أن نجد الطريق الأمثل لحوار حقيقى مثمر بين كل الحضارات البشرية فالإنسانية اليوم تبدو أكثر من أى وقت مضى بحاجة إلى استرجاع شىء من راحة البال التى تمكنها من استشراف ملامح عالم الغد الذى من المفترض أن يكون عالمًا آمنًا ومتصالحًا مع نفسه. ونحن فى عالمنا العربى يجب ألا ندعو إلى الانغلاق على الذات لأنه يهدد المجتمع خاصة أن الحضارة العربية الإسلامية ازدهرت بالانفتاح على الآخر وكانت جهدا مشتركا بفضاءات عديدة وحضارات مختلفة والحوار يجب أن يكون شاملاً وله جوانب اقتصادية واجتماعية ومعرفية.