من ؟ ولماذا ؟ – فهمي هويدي

ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻوت وﺑﺄﻗوى اﻟﻛﻠﻣﺎت ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﺳﺗﮭﺟن اﻟﻌﻧف اﻟﻣﺟﻧون اﻟذي ﯾﺳﺗﮭدف أرواح اﻷﺑرﯾﺎء ﻓﻲﻣﺻر، ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ھوﯾﺎﺗﮭم وﻣﻘﺎﻣﺎﺗﮭم،
ﺛم ﻧﻧﺻرف ﺑﻌد ذﻟك ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺳؤاﻟﯾن:
ﻣن؟ وﻟﻣﺎذا؟

ــ أدري أن ﺑﻌﺿﻧﺎ ﻟدﯾﮫ إﺟﺎﺑﺎت ﺟﺎھزة وأﺣﻛﺎم ﻣﺳﺑﻘﺔ ﻻ ﺗﻧﺗظر أي ﺑﺣث أو ﺗﺣٍر.
وﻻ ﯾﺷﻐﻠﮭﺎ ﺗﻘﺻﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﮭﻣﮭﺎ ﺷﻲء واﺣد ھو ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
واﻻﻟﺗزام ﺑﺗوﺟﯾﮭﺎت أﺟﮭزة اﻟﺗوﺟﯾﮫ اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﻘﺻر ﻧظرھﺎ وﺿﯾق أﻓﻘﮭﺎ.

ﺧﻼل اﻷﺷﮭر اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﻠت ﺻرﻧﺎ ﻧﺣﻔظ ﻣﺿﻣون اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋﻘب ﻛل ﺣﺎدث ﻋﻧف.

ﻓﺎﻟﺷرطﺔ ﻋﻧدﻧﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷوﺻﺎف وطﺎھرة اﻟﯾد، ﻓﻼ ھﻲ ﺗﻌذب أﺣدا وﻻ ﺗﻠﻔق ﺗﮭﻣﺔ وﻻ ﺗطﻠق ﺧرطوﺷﺎ وﻻ ﺗطﻠق ﻓﻧﺑﻠﺔ ﻏﺎز ﺧﺎﻧق أو ﻣﺳﻣوم.
وھﻲ داﺋﻣﺎ ﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺿﺣﯾﺔ إرھﺎب اﻵﺧرﯾن،
 وإذا ﻣﺎ اﺿطرت ﻷن ﺗداﻓﻊ ﻋن ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﺧراطﯾم اﻟﻣﯾﺎه ھﻲ آﺧر اﻟدواء اﻟذي ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﮫ.

واﻵﺧرون ھم اﻟﺟﻧﺎة واﻟﻣﻔﺗرون. وھم اﻹﺧوان اﻹرھﺎﺑﯾون ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ.
وﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠوﻧﮫ ﻣﺧطط ﯾﺳﺗﮭدف إﺳﻘﺎط اﻟدوﻟﺔ وﺿﻌﮫ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟدوﻟﻲ
وﻣﻣول ﻣن ﻗطر وﺗرﻛﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق واﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ أﺟﮭزة ﻣﺧﺎﺑرات اﻟدول اﻟﻌظﻣﻰ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗرﯾد ﻟﻣﺻر أن ﺗﻧﮭض.

ھذه اﻷﺳطواﻧﺔ ﻣﺎ ﺑرﺣت ﺗدﯾرھﺎ اﻷﺑواق اﻟﻣﻌروﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺗت ﺗﺗﻧﺎﻓس ﻓﻲ اﻟﺗﺣرﯾض وﺗﺳﻣﯾم اﻷﺟواء.
وﺑﻌدھﺎ اﻧﺗﺷر ﺧﺑر اﻟﺗﻔﺟﯾرات اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ ﻣﺣﯾط ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة،
ظﮭر أﺣدھم ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﺗﻠﯾﻔزﯾون وﻗد ﺗﻘﻣص ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻐﯾور اﻟﻐﺎﺿب، ودﻋﺎ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ إﻟﻰ ﺣﺳم اﻷﻣر ﺑﺈﻋدام ﻗﺎدة اﻹﺧوان،
ھﻛذا ﻗﺑل أي ﺗﺣﻘﯾق ودون ﺗﺿﯾﯾﻊ اﻟوﻗت ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ (!)

ــ ﻟم اﺳﺗﻐرب ذﻟك ﻷن اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺎت ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ ﺻﺎرت ﺗﺗم ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺗﻠﯾﻔزﯾون وﻣزاﯾدات اﻟﺻﺣف ﺑﺄﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺗﺟري ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛم.
 ﺑﻌدﻣﺎ أﺻﺑﺣت ﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ودواﺋر اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺳﺟون وﻣﻘﺎر اﻻﺣﺗﺟﺎز.
ﻟم ﯾﻌد ﻣﻔﺎﺟﺋﺎ وﻻ ﻣﺳﺗﻐرﺑﺎ ان ﺗﺟرى ﺑدورھﺎ ﻓﻲ ﺳﺗودﯾوھﺎت اﻟﺗﻠﯾﻔزﯾون.

اﻟﻣدھش ﻓﻲ اﻷﻣر أن اﻷﺑواق اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ظﻠت ﺗﺗﻣﺳك ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﺣﺗﻰ رﻏم ﺻدور اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔﯾﮭﺎ وﺗﻛذﺑﮭﺎ.

ﻓﺣﯾن ﺳﺎرع اﻟﻣﺗﺣدث ﺑﺎﺳم اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ إﻟﻰ اﺗﮭﺎم اﻹﺧوان ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن ﻗﺗل اﻟﺟﻧود اﻟﺳﺗﺔ ﺑﻌد ﻋﺷر دﻗﺎﺋق ﻣن وﻗوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ، ﻓﺈﻧﮫ ﻟم ﯾﻛﺗرث وﻟم ﯾﻌﺗذر ﻋن ﺧطﺋﮫ ﺣﯾن أﻋﻠﻧت ﺟﻣﺎﻋﺔ أﻧﺻﺎر ﺑﯾت اﻟﻣﻘدس أﻧﮭﺎ ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.

 وﺣﯾن ﺗﻛرر ﻧﻔس اﻻﺗﮭﺎم ﺑﻌد ﺗﻔﺟﯾرات ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة، ﻓﺈن اﻟﺧطﺎب ﻟم ﯾﺗﻐﯾر ﺣﯾن أﺻدرت ﺑﻌد اﻟظﮭر ﺑﯾﺎﻧﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑﺎﺳم «أﺟﻧﺎد ﻣﺻر» ذﻛرت ﻣرة واﺣدة ﻣن ﻗﺑل أﻋﻠﻧت أﻧﮭﺎ ﻣن ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺗﻔﺟﯾر.

أرﺟو أﻻ ﯾﻠﺗﺑس اﻷﻣر ﻋﻠﻰ أﺣد.
ﻓﺎﻟﻣطﻠوب ھو اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻣﻧﺗﮭﻰ اﻟﺣزم ﻣﻊ اﻟﺟﻧﺎة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن. ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺗﮭم وﺗﺟﻔﯾف ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻹرھﺎب وﻣظﺎﻧﮫ.
وأﺿﻊ ﺧطﺎ ﺗﺣت ﻛﻠﻣﺔ «اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن»، ﻷن اﻟﺗﺳرع ﻓﻲ إﻟﺻﺎق اﻻﺗﮭﺎم ﺑﻣن ﻧﻛره ﻗﺑل أي ﺗﺣﻘﯾق، ﻣن ﺷﺄﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻘط ان ﯾﻔﻠت اﻟﺟﻧﺎة اﻷﺻﻠﯾﯾن ﻣن اﻟﻌﻘﺎب،
وإﻧﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أﯾﺿﺎ أن ﯾﺳﺗﻣر ھؤﻻء ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﺟراﺋﻣﮭم وھم ﻣطﻣﺋﻧون إﻟﻰ أن أﺻﺎﺑﻊ اﻻﺗﮭﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺳﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻏﯾرھم.

ﺑﻌدﻣﺎ ذاع ﺧﺑر ﺗﻔﺟﯾرات ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة أﺻدر ﻛل ﻣن اﻹﺧوان وﺗﺣﺎﻟف اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺑﯾﺎﻧﯾن ﯾدﯾﻧﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﯾﺳﺗﻧﻛراﻧﮭﺎ.
وﻣﻣﺎ ذﻛره ﺑﯾﺎن اﻹﺧوان أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ: «ﺗطﺎﻟب اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺄن ﯾﺗﻘوا ﷲ ﻓﻲ ﻣﺻر وأھﻠﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ، ﻣدﻧﯾﯾن ﻛﺎﻧوا أو ﺷرطﺔ أو ﻋﺳﻛرﯾﯾن (ﻣن اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ)، ﻓدﻣﺎء اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺣرام، واﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﺗﻛون ذرﯾﻌﺔ ﻟﻠﻘﺗل وﺳﻔك اﻟدﻣﺎء اﻟﻣﻌﺻوﻣﺔ».

 وھﻲ ذات اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ ﻋﺑر ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻟﻣذﻛور.

وﻗد اﺳﺗﻐرﺑت ﺗﺟﺎھل وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﯾن، ﺣﯾث أزﻋم ﺑﺄﻧﮭﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗؤﺧذ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣل اﻟﺟد، ﺑﺣﯾث ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾق،

 وإذا ﺛﺑت ﻋدم ﺻﺣﺗﮭﺎ ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺣﺎﺳب ﻣﺻدروھﺎ وان ﯾوﺟﮫ إﻟﯾﮭم اﻻﺗﮭﺎم ﺑﺗﺿﻠﯾل اﻟﻌداﻟﺔ.
 أﻣﺎ إذا ﺗﺑﯾن أﻧﮭﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﯾﺗﻌﯾن ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎه اﻟذي ﯾوﺻل إﻟﻰ اﻟﺟﻧﺎة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن.

ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﺈﻧﻧﻲ ﻻ أﻋرف ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻷﺟﮭزة اﻷﻣﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠم أم ﻻ ﺑﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﺳم «أﺟﻧﺎد ﻣﺻر»،
وأرﺟو أﻻ ﺗﻛون ﻗد ﻓوﺟﺋت ــ ﻣﺛﻠﻧﺎ ــ ﺑوﺟودھﺎ.
وإذا ﺻﺢ ذﻟك ﻓﮭو ﯾﻌﻧﻲ أن ﺛﻣﺔ ﻗﺻورا ﻓﻲ اﻻﺳﺗطﻼع ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗدارﻛﮫ.

ھذا اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﺣﯾط ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﯾﺷﻣل أھداﻓﮭم أﯾﺿﺎ.
 وإذا ﻋرﻓﻧﺎ ﻣن ھم ﻓرﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﺑوﺳﻌﻧﺎ ان ﻧﻔﮭم ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﺎذا ﯾرﯾدون.
ھل ھم ﻣﺧرﺑون ﯾرﯾدون إﺛﺎرة اﻟﻔوﺿﻰ؟
أم أﻧﮭم طﻼب ﻓوﺿوﯾون ﯾرﯾدون ﺗﻌطﯾل اﻟدراﺳﺔ؟
 أم أﻧﮭم ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻛﻔﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠن اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؟
أم أﻧﮭم أرادوا اﻟﺛﺄر ﻟﻠﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟذﯾن ﺳﻘطوا ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺻﺎﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺟرى ﻓﺿﮭﺎ؟

ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﺣدث ﺟرﯾﻣﺔ وأن اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﻣﺟرﻣون،
 ﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧرﯾد ان ﻧﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺷﮭد ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ ﻣن ﺟدﯾﺔ،
ﺑﺣﯾث ﻧﻧطﻠق ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟواﺛﻘﺔ وﻻ ﻧﺣﺗﻛم إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻣﯾﻧﺎت واﻷھواء.

وأﻛرر أﻧﻧﺎ ﻧرﯾد أن ﻧﻧﺗﺻر ﻟﻠوطن وﺳﻼﻣﺗﮫ، ﻻ أن ﻧﺻطف إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗﺑﯾﻠﺔ دون أﺧرى،
 وأذﻛر ﺑﺄن اﻟوطن ﻣﻠك ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ وﻟﯾس ﻟﻘﺑﯾﻠﺔ دون أﺧرى.

صحيفة  السبيل الأردنيه السبت  5 جمادى الأخره  1435 –  5 أبريل  2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق