غارة على إسرائيل – فهمي هويدي


صحيفة الشرق القطريه السبت  3 جمادى الآخره 1434 -  13 أبريل 2013

تعرضت إسرائيل لغارة مفاجئة جاءتها من حيث لا تحتسب، فقد نجح الناشطون الفلسطينيون والمتضامنون معهم في اختراق نحو 600 موقع إلكتروني بينها 15 موقعا حكوميا رسميا.

وشملت القائمة مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إضافة إلى مواقع أخرى حساسة حتى إنهم استطاعوا سحب 17 ألف اسم من موقع الموساد (جهاز المخابرات الخارجية).

وطبقا لما ذكرته صحيفة «معاريف» فإن الاختراق شمل
مواقع وزارات الدفاع
 والتربية والتعليم
ومواقع الصناعات العسكرية الإسرائيلية
 ومكتب الإحصاء
ومكافحة السرطان
وعشرات المواقع السيادية الأخرى في الدولة العبرية،
إضافة إلى مواقع بنكية حساسة
و20 ألف حساب إسرائيلي على شبكات التواصل الاجتماعي.

اعترفت المصادر الإسرائيلية بالغارة لكنها قالت إنها استمرت عدة ساعات ولكن الدفاعات الإسرائيلية تمكنت من صدها وتقليل أضرارها إلى الحد الأدنى.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسس وحدة خاصة لمواجهة مثل تلك الغارات وخوض حرب «السيبر»، ومراقبة مجموعات «الهاكرز» التي تتحدى الاحتلال الإسرائيلي في مختلف أنحاء العالم.

كانت مجموعة من القناصة الإلكترونيين «هاكرز» تطلق على نفسها اسم «أنونيموس» قد أعلنت قبل أكثر من شهر أنها ستمحو إسرائيل من الشبكة العنكبوتية في السابع من شهر أبريل على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين باعتداءاتها المتكررة على غزة وفي الضفة الغربية.

وكان هجوم مماثل قد شنته مجموعة «أنونيموس» في شهر نوفمبر العام الماضي شمل 700 موقع إسرائيلي ردا على حملة الهجوم على غزة التي حملت اسم «عامود عنان».

رغم أنه هجوم إلكتروني وافتراضي حتى الآن، إلا أنه أثار قلقا بالغا في إسرائيل ليس فقط لأن من شأنه فضح بعض أسرار الدولة وهو ما حدث بالنسبة للعاملين بالموساد أو أرصدة العاملين في البنوك الذين ظلت أسماؤهم تبث على شبكة الإنترنت طول الليل،

ولكن أيضا لأن تلك الاختراقات يمكن أن تعطل الكثير من الخدمات التي تدار بواسطة الكمبيوتر سواء ما تعلق منها بالبنية التحتية أو ما تعلق منها بالأنشطة الاقتصادية.

 وللعلم فإن الموضوع مثار في الولايات المتحدة الأمريكية وتتبناه وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو التي مابرحت تدعو إلى اتخاذ الاحتياطات لتحقيق الأمن الإلكتروني

وقالت أخيرا في مركز ويلسون بواشنطن إن الهجوم الإلكتروني ينبغي ألا يستبعد وأن تأثيره إذا وقع لن يقل عن تأثير الإعصار ساندي، الذي أدى إلى قطع الكهرباء في مناطق شاسعة في الولايات الشمالية الشرقية،
 بل إنه لن يقل أثرا ولا صدمة عن هجوم 11 سبتمبر عام 2001، وأن البنيات التحتية الحيوية مثل الكهرباء والماء والغاز والهواتف يمكن أن تتعرض بشكل كبير للخطر.

وقد استفاضت في شرح التداعيات التي يمكن أن تترتب على ذلك الهجوم لكي تقنع الكونجرس بالموافقة على إصدار تشريع ينظم الأمن الإلكتروني.

برغم محدودية الآثار التي ترتبت على ما فعله الهاكرز «القناصة» في إسرائيل، إلا أن الفلسطينيين تهللوا لوقوعه واعتبروه إنجازا مهما.

إذ أقنعهم بأن التفوق التكنولوجي هذه المرة انتصر على التفوق العسكري الإسرائيلي.
وهو ما أشاع حالة من الارتياح والحماس في أوساط الفلسطينيين، الذين تنافس شعراؤهم ومطربوهم في التعبير عن الإشادة بما جرى.

فغنى الفنان علاء رضا: لو ما ضل «ظل» معانا سلاح ــ الإنترنت هو المفتاح ــ أكبر موقع عبري طاح «سقط»، هكرناكي يا إسرائيل.
وفي ربطه بين هجوم الهاكرز على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية وبين معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، خصوصا الأسير سامي العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من تسعة أشهر غنى رضا:
 العيساوي بآخر أنفاسه ــ وحكام الأمة بيتناسوا- بس الوطن محمي بناسه ــ هكرناكي يا إسرائيل.

اشتهرت أيضا بسرعة أغنية لقاسم النجار (حصلت على نصف مليون مشاهدة على اليوتيوب خلال يومين فقط) قال فيها «هكَّر هكَّر تل أبيب» على وزن أغنية سابقة له أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة صاح فيها قائلا: فجر فجر تل أبيب

وقد بدأ النجار الملقب بـ«فنان الشعب» أغنيته التي كتبها بالتعاون مع الشاعر عدنان علاونة بمقطع حواري هزلي يقول فيه نتنياهو للرئيس الأمريكيشالوم أوباما. الحكونا الحكونا. الهكر لاعن أبونا.
 قبل أن يبدأ لحن الأغنية الصاخب ويستطرد قائلا: ولع ولع الهاكر ولع ــ هكر تل أبيب هكرها ــ وكل المواقع دمرها ــ يابتخرب يا بنعمرها ــ هكر هكر تل أبيب،

بل إنه تحدث عن وحدة إلكترونية عربية ضد الاحتلال فغنى: توحد هكر العربان، مصر وتونس وعمان، والجزائر الشجعان، هكر هكر تل أبيب.
وختم بقوله: غنى يا حلالي ومالي ــ واتدمر السوق المالي ــ وكل اللي بيخطر على بالي ــ إني أقهر تل أبيب ــ كرمالك والله يا أقصى رح نهكر تل أبيب.

من حقهم أن يفرحوا وأن يشمتوا وأن يترقبوا تحول الحلم إلى حقيقة.
 قولوا إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق