سوق الذهب السعودى يتوقع مزيد من الانخفاض لسعر الذهب



سوق الذهب السعودى يتوقع مزيد من الانخفاض لسعر الذهب
شهدت أسواق الذهب في السعودية خلال الشهرين الماضين إقبالاً محدوداً من المشترين لشراء المعدن الأصفر، الذي تراجعت أسعاره أمس إلى ما دون 1200 دولار للأونصة، وهو مستوى لم يصله قبل أربعة عقود.
في نفس الوقت، توقع مجلس الغرف السعودية أن يلامس المعدن الأصفر الـ1000 دولار، مؤكداً أن السعوديين غير مؤثرين في أسواق الذهب العالمية.



وأجمعت السعوديات على التأني في اتخاذ قرار الشراء، أملاً في انخفاض الأسعار أكثر مما هي عليه اليوم.
وتوقعن أن تواصل الأسعار تراجعها ليصل إلى سعر 100 ريال للجرام الواحد. ووصف عدد من البائعين هذا الإقبال بـ»الخجول»، وأكدوا أن غالبية المشترين لا يندفعون بالشراء، على أمل أن تشهد الأسواق مزيداً من الانخفاضات قريباً، في الوقت نفسه حذَّر متخصصون في القطاع المشترين من الاندفاع في الشراء ودعوهم للتريث. ودعا عضو اللجنة الوطنية للذهب والمجوهرات محمد عزوز للتأني في شراء المعدن الأصفر.
وذكر لـ «الشرق» أن «انخفاض أسعار الذهب ليس له أي علاقة بموسم الزواجات، ولكن تراجع أسعاره بالتزامن مع هذا الموسم، هو من حسن حظ المقبلين على الزواج»، موضحاً أن «كيلو الذهب تراجع نحو 27 ألف ريال، حيث يباع بـ145 ألف ريال، بعد أن كان يباع بـ217 ألف ريال»، متوقعاً استمرار ذلك الانخفاض خلال الفترة المقبلة».
واستبعد عزوز أن يهبط عن 1000 دولار للأونصة، وقال: «إذا حدث ذلك، سيتحرك صندوق النقد الدولي لوقف المناجم عن العمل لرفع سعره ثانية، معتبراً كميات الذهب والصفقات التي عقدت قبل فترة الانخفاض على الأسعار المرتفعة، صفقات وهمية كانت تجرى على كميات من الذهب ليست موجودة في الأصل، ولو طلب أصحاب تلك العقود ذهبهم الذي اشتروه فلن يجدوا كمية تكفي تلك الصفقات، واصفاً تلك العمليات بالمضاربات السوقية الوهمية، مشيراً إلى أن السعودية لا تمثل سوى 2% من صفقات الذهب العالمية، وبالتالي طلبات السعوديين على الذهب لا تمثل شيئاً من حجم سوق الذهب العالمي. وحول مدى صحة إقبال السعوديين على الذهب، نفى عزوز ذلك.
وقال: «لم يقبل على شراء الذهب سوى من كان يملك سيولة نقدية وغالبية الناس لا تقبل على الشراء على أمل أن يشهد السوق مزيداً من الانخفضات وسيخرج عدد من الضاربين وصغار التُجَّار من السوق.
وحول حجم الشراء في السوق أكد عزوز أن السعودية أنفقت قرابة ثمانية مليارات ريال خلال الـ45 يوماً الماضية، وسجل البنك الأهلي أعلى الطلبات قيمة، إذ بلغت ملياراً و900 مليون ريال، وأصحاب كل تلك الطلبيات معلقين الآن، منتقداً السعوديين الذين سارعوا للشراء دون تفكير.
من جانبه قال خبير الذهب عضو هيئة التدريس بجامعة المؤسس الدكتور محمد الحاشدي إن ما حدث من انخفاض حاد في أسعار الذهب، حركة تصحيحية للتغيرات التي شهدها سوق الذهب العالمي من قبل مضاربين هدفهم الأساسي جمع أكبر أرباح ممكنة من خلال المضاربات بأسعار الذهب، وأضاف: «من وجهة نظري، فإن التكلفة الفعلية لأُونصة الذهب من استخراجه من المناجم إلى تحويلة وتنقيته وإزالة الشوائب منه مروراً بجميع المخاطر التي تواجه صناعته ووضعه في سبائك والتأمين عليه ونقله إلى المستهلك لا تزيد على 1000 دولار للأونصة، وهذا ما يثير التساؤل بعد وصول الأونصة إلى 1700 و1600 دولار، مما يؤكد أن أي زيادة على الألف هو بسبب مضاربات البورصة العالمية، حتى يجنوا أرباحاً. وأضاف: الأزمات الاقتصادية الحالية لبعض الدول في العالم أدت إلى بيع الذهب، وهو ما أسفر عن الانخفاض الحالي، الذي أعده بسبب الزوبعة الحاصلة في الاقتصاد العالمي، خلال الفترة الماضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق